نص الحلقة الأولى: حوار /هيثم أحمد الطيب
مفكر وباحث وكاتب وأديب وداعية، ولد ونشأ بالعيلفون، درس بالسودان والسعودية والولايات المتحدة، أسهم في تأسيس عدد من المراكز العلمية والبحثية بالسودان فقد أسس مركز الدراسات الإستراتيجية والمركز القومي للمعلومات كما سعى لتأسيس المكتبة الوطنية السودانية وغيرها، عمل بالمملكة العربية السعودية والسودان ودولة الإمارات العربية المتحدة، يعمل الآن مديراً لمشاريع تقنية المعلومات وأنظمة الحكومة الإلكترونية بدولة الإمارات العربية المتحدة. شارك بالعديد من البحوث العلمية في مجالات التقنية والمعلومات، يعتبر أحد أركان الحوار الإسلامي المسيحي في العالم العربي والإسلامي، له إسهامات متنوعة في العديد من مجالات المعرفة والأدب والفكر والدعوة،وهو شاعر وأديب. له عدد من البحوث في المعلومات وتقنياتها، له ديوانا شعر: (زَمَانُ النَّدَى والنَّوَّار) و(زَمَانُ النَّوَى والنُّوَاح) وشعر آخر غير منشور، له من الروايات: (تُرْجُمَانُ المَلِكِ)، و(أطياف الكون الآخر)، كما قام بتحقيق كتاب الفحل الفكي الطاهر: (تاريخ وأصول العرب بالسودان)،وله كتاب (حرب المياه على ضفاف النيل: حلم اسرائيلي يتحقق)،حوارنا معه على طريقة الإكتشاف والتشريح..
= العيلفون ..الميلاد والنشأة..
هي أرض الآباء والأجداد ومراتع الفرح والمرح، ومهد الطفولة، وساحات الجد واللعب. هي الصلوات والقباب والمساجد والخلوات. هي النوبة والنحاس والطارات، هي حلقات التلاوة والذكر والدعوات، هي الأندية والساحات، هي الجنائن والمزارع والجروف والجزيرة والبِلدات. هي الآباء والأمهات والأعمام والعمات والأخوال والخالات والإخوان والأخوات، هي الجيران والحيران والأقران، هي الطاحونة والطابونة، هي لفة حوش المكي ودوم بُربُر. هي سوق ودريا وسوق الشجرة وسوق أم قحف، هي دبة الدويخلة وشجر الحديبة ورمل الباقير والشريق وام تكالي. هي هيبة المقابر وحرم المدارس. هي العوم في بحر النيل الأزرق ودردرة الطير أمام الطاحونة وركوب الحمير ومطاردة الفيران واليرابيع في الخلاء وأكل الفريك في الخريف، هي كورة الشراب بعد العصر، هي شدت وقادوس من قاسك وشليل وينو والرمة وحراسها وقت الغروب، هي دعاش المطر وهبة الرياح. هي الدانقة والديوان والصالون، هي الكسرة والماعون، هي النخوة والنشمة هي إكرام الضيف في الشتاء والصيف، هي النفير لبناء حائط الجار، هي اللمة في الأفراح والأتراح. وهي صلوات الأعياد في الساحات. وهي أرض المحس والجعليين والدناقلة والشايقية مجتمعين متآلفين. هي العيلفون!! مراتع الطفولة والصبا والشباب.
=سؤال جريء ومقلق..هل هناك ما يسمى بالأدب الإسلامي..؟
هذا يتوقف على تعريفك للأدب وتصنيفك له فالأدب في فهم كثير من المثقفين هو ابن الإنسانية ينطق بجميع لغاتها ولسان حالها ومقالها فيحكي مشاعرها ويتوجع لآلامها ويضحك لأفراحها وهو رمز الرقي وعنوان السمو الإنساني (أدباً قصصياً ورواية ومسرحاً ونقداً وشعراً) ولو تناولنا أحد مجالاته كالرواية مثلاً فإننا نجد الأدباء الأفارقة أمثال الروائي النيجيري الأسود تشينوا أتشيبي أو الروائي الأفريقي الأبيض ألان باتون ابن مقاطعة الناتال أو عبقري الرواية السوداني الطيب صالح يقفون جنباً إلى جنب في الرقي الأدبي مع الروسي دوستويفسكي أو ليو تولستوي أوتشيخوف أوالكسندر صولزنيتسن وهم لا يقلون عن الأمريكي ارنست هيمنجواي والإيرلندي صامويل بيكيت والمصري نجيب محفوظ. تقرأ لجميع هؤلاء وتطرب لإبداعاتهم. وجميعهم عبروا عن بيئاتهم وجرت أقلامهم حرة تحكي واقعاً أو خيالاً. وهم استمدوا ثقافاتهم من بيئات ذوات أصول دينية (مسيحية في معظمها) وعبروا عنها. وحتى إن لم يتم تصنيف إنتاجهم الأدبي بكونه مسيحياً إلا أنه عبر عن معتقداتهم وبيئاتهم وثقافاتهم، ومن انحرف منهم عن معتقداته الدينية فانجرف نحو الوجودية أو الإلحاد أو غيرها فتلك الانحرافات هي بنات العقائد المنحرفة أيضاً. وكثير من كتابنا وأدبائنا الذين درسوا في مدارسهم أو نشأوا في أوطانهم وشربوا من ثقافاتهم حاولوا تقليد تلك المدارس الغربية أو الشرقية فأنتجوا أدباً هجيناً منسلخاً عن جلدتنا ولابساً ثوب غيره. بيد أنهم لم ينفكوا عن ثقافتنا وبيئتنا العربية الإسلامية وأرضنا الأفريقية وشعوبنا التي ورثت الحضارات القديمة وعبرت عنها مهما حاولوا التمرد عليها، فعروبة اللسان وطرائق البيان وموروث الوجدان لا يمكن فصلها عن بيئتنا وثقافاتنا وكذلك الإسلام فهو الذي شكل هويتنا وكياننا وأثرى مجتمعاتنا بلغة الخطاب ووجداننا بالمعاني الجميلة. وحين يكتب أدباؤنا مسرحية أو قصة أو رواية أو قصيدة مشبعة بمثل هذه المعاني فهو أدب إسلامي حين نصنفه شئنا أو أبينا. وأنا لا أشجع مثل هذه التصنيفات ولا أحبها فهي تصنيفات ساذجة، وحين أقرأ رواية فإنني لا أقرأها قراءة الناقد أو المصنف لأن ذلك يفسد لذة القراءة ويضيع أمتع اللحظات التي من أجلها كتب العمل الأدبي أصلاً، بل أعيش شخوصها وزمانها وأحداثها وأستمتع بذلك ولا يكون تصنيفها هو أحد عوامل تقييمي لتلك الرواية بل أقيمها بناء على الفكرة المبتكرة والسرد الجميل واللغة الرصينة والحبكة والمعالجة والشخوص وروح المؤلف في الرواية وغير ذلك. وبناء على هذا فإنني أعتبر كل رواية جميلة أدباً إسلامياً ما دامت تقدم أدباً نظيفاً سامياً فكل جميل من القيم والأساليب والمعاني هي الإسلام وليس الإسلام غير ذلك فالإسلام هو دين الفطرة. وهل هناك ما يسمى بالأدب الإسلامي؟ نعم كل أدب جميل هو أدب إسلامي وكل أدب قبيح لا يحسن أن نسميه أدباً. هذا هو فهمي.
= سقطت دولة الشعر وصعدت دولة الرواية، هل أنت مع هذه المقولة..أم ضدها،وما هو تحليلك لذلك..؟
لم يعد للشعر مثل مكانته القديمة رغم أن البعض مازالوا يطربون له ويحفظونه ويتغنون به، ولكل زمان دولته. ولا أقول سقط الشعر من حيث جودة المعاني وجمال التعبير فبعض شعراء هذا الزمان كتبوا قصائد تفوقت على شعراء القديم. وحين أقول هذا يقفز إلى الأذهان شيخ الشعراء المرحوم عبد الله الشيخ البشير: على حدِّ السَنَا أمهيـتُ سيفي فرفّتْ شَفْرتَـاه كما ابتغيتُ وودّعتُ القُرى الأولى وَشِيكاً وما اسْتَصْحَبْتُ إلا ما انتَويتُ فهآأنَاذَا يُعــادي بي مِراحاً بِشطِّ الغيبِ مِرِّيـحٌ كُميتُ رَصَائِعُه مصابيـحٌ سَهَارَى لَهُنَّ خَوَاطِـرُ الحُذَّاقِ زيتُ فطافَ بعَبقرٍ ليلاً فهــرَّتْ كلابُ الجِنِّ عِـِرفيطٌ وشَيْتُ فطارَ فصاهلَ الشِّعْرَى فماجتْ عَرَائشُ من بَشَائِـرِها جَنَيتُ
فأنت تقرأ مطلع قصيدته “البحث عن بيت شعر” ولا يخالجك شك أن هذا من كلام العجاج بن رؤبة أو الكميت بن زيد أو الطرماح بن حكيم . ولكن كم من الناس يطرب لمثل هذا الشعر في زماننا؟ هم قليل. فهذا زمن القصص والقصاص. وفي العهود التي تلت عهد النبوة حين ارتقت دولة الأدب فتهذبت بالقرآن واشتغل الناس برواية الحديث أصبحت أحاديث القصاص رمزاً للانحطاط. الشعر في القديم كان يقال لمن تهزه المعاني فيطرب للإشارات ويفهم العبارات. والشعر في زماننا لا يسلي وأذواق الناس هبطت إلى دركات التفاصيل والبحث عن التسلية، والرواية تشبع عند الناس هذا النهم والفضول.
= ماذا لو كنت مصطفى سعيد في رواية (موسم الهجرة إلى الشمال)..؟
شخصية مصطفى سعيد كما أراها هي شخصية مركبة وشديدة التعقيد، لا أحب أن أتمثل بها ولا أتخيل نفسي في موضعها، فهو ضحية لعوامل كثيرة من حوله أنتجت هذه التناقضات في شخصية مصطفى سعيد، فمن جانب نرى مصطفى الأكاديمي الناجح ابن القرية المحافظة ومن جانب آخر نرى الوسيم الدون جوان الذي يلقي نفسه على أجساد النساء الإنجليزيات لينتقم من الإمبريالية البريطانية التي دنست وطنه، وهو بذلك يخالف أعراف بلاده وتقاليد شعبه. فالبنات البريطانيات يسمح مجتمعهن بإقامة مثل هذه العلاقات الجنسية والإجتماعية وكن يرين في الطلاب السودانيين خاصة والأفارقة عامة ظاهرة مثيرة وتجربة جديدة جديرة بالمغامرة ولكن هذا لم يكن مبررا لمصطفى سعيد أن يتعامل معهن بأعرافهن وينسى أعرافه ثم شخصية مصطفى سعيد الثائر على مجتمعه الغاضب منه فهو يعود إلى قريته ساخطاً رافضاً لمجتمعه غير متوافق معه. مصطفى سعيد هو رمز أراد الطيب صالح أن يعبر من خلاله عن السوداني الذي هو ضحية للتدخل الأجنبي في بلاده وهو ضحية لتناقض المجتمعات وتنافر الثقافات واضطراب الأماكن والبيئات فهي التي صنعت من إنسان في مثل شخصية مصطفى سعيد الأكاديمي الناجح، شخصاً مريضاً منفصم الشخصية. وعموماً فتلك شخصية وهمية صنعها المؤلف بخياله الخصب وهي ليست الشخصية التي ينبغي أن أكونها، ولو تخيلت نفسي موضع شخصية وهمية في إحدى الروايات لوضعت نفسي مكان “سيسي بن أبيلو” في روايتي (ترجمان الملك) فهي أقرب ما تكون للواقعية والارتباط بالمكان والأحداث والزمان.
=أصواتنا الروائية (هتافية)،أحياناً،رواياتنا بلا فكرة..؟
لا أتفق معك. أنظر روايات الطيب صالح فقد كان يريد توصيل فكرة واضحة في كل رواية. ورغم أن الغموض كان يلف شخصية مصطفى سعيد ورغم أنه صنع منه شخصية معقدة إلا أن الفكرة التي أراد أن ينقلها للقاريء من خلال شخصية مصطفى سعيد كانت واضحة فقد كان يريد أن يقول للبريطانيين إننا لسنا مثلكم فأنتم مثل شجرة سنديان شامخة وارفة الفروع في أرض منت عليها الطبيعة بالماء والخصب، ولكننا نحن أهل السودان كشجيرات السيال في صحارى السودان، سميكة اللحاء، حادة الأشواك، تقهر الموت لأنها لا تسرف في الحياة، تعيش أصيلة رغم الطاعون والمجاعات والحروب وفساد الحكام. الطيب صالح كان ينقل فكرة واضحة من خلال جميع شخصياته: شخصية ود الريس (الفحل البذيء محب النكاح) اللامبالي في مقابل حاج احمد (الجد) صورة السوداني النقي، أو صورة الطهارة لأصحاب “الجنة”، “حاج أحمد هذا طول اليوم في صلاة وتسبيح كأن الجنة خلقت له وحده” ويقدم مفهوم المرأة في المجتمع السوداني القديم باعتبارها موضوعاً للنكاح فقط، ليبدو الجنس مرادفاً للفحولة، وهكذا. وبغض النظر عن اتفاقنا معه حول صور شخصياته أو اختلافنا فإن كل شخصية من شخصيات الطيب صالح فكرة قائمة بذاتها وكل رواية من رواياته أعجوبة من الأفكار للمتأمل. وهذا غيض من فيض، وأما الهتافية فهي غثائيات لا ننسبها لأنفسنا ولا نزعم أنها روايات..
= هل تظن أن (العامية السودانية) ناجحة روائياً في تقديمنا للآخر..؟
نحن لم ننجح في تقديم عاميتنا للغير لأننا لم نكن نملك الوسائل الملائمة التي تمهد لتقديمها للآخرين في حين نجح غيرنا في جعل عاميتهم صديقة لآذان السامع والمتلقي العربي. غيرنا نجح من خلال الأغاني والأفلام والمسلسلات وحتى الصحافة، ونجح في إحداث زخم سياحي لبلاده أدى إلى تلاقح الثقافات العربية واللهجات، ونتج عن ذلك أنهم لو كتبوا بالعامية فكتاباتهم تكون مفهومة يقرأها المتلقي العربي ويتفاعل معها. ومنذ أجيال في القرن الماضي حين انطلقنا بفنوننا وآدابنا في افريقيا والوطن العربي أحدث ذلك تمازجاً وتأثيراً كبيراً، غير أننا عدنا فانكفأنا على أنفسنا وتمحورنا حول ثقافاتنا الداخلية نمضغها ونعلكها فيما بيننا ونستحي أن نهديها للآخرين فاكتسبت لهجتنا النكارة وجعلتها تلك الغرابة محلاً لعدم القبول بل والتندر أحياناً من قبل أجيال من الشباب الذين كانت شعوبهم تقبلها في القديم وتطرب لها ولكن الأجيال الجديدة لتلك الشعوب لم تعد تعرفها وبذلك فهي لا تألفها. وبهذا الوضع الحالي تجدني لا أنصح باللهجة العامية السودانية لكتابة الرواية إلا في الإطار المحلي أو المكتوبة بعناية ، وليس ذلك ناتجاً من عدم الثقة في عاميتنا بل لأنه ينبغي أن يمهد لذلك بتصدير الثقافات السهلة للمشاهد والمستمع العربي. (المسلسلات والمسرحيات والأفلام والأعمال الإعلامية الناجحة) عبر الفضائيات السودانية وقليل من الأعمال الروائية التي تكتب وفي الأذهان القراء العرب وخاصة دول الخليج التي استقبلت أجيالاً متوالية من العمالة السودانية.
= كتابك (حرب المياه..حلم اسرائيل يتحقق)،ماذا تريد أن تقول عبره في جملة مفيدة ..؟
أردت أن أقدم رؤيتي وأدعمها بالأدلة حول حقيقة دور اسرائيل في التحريش بين دول حوض النيل وكونها هي من يقف وراء الخلافات الإقليمية ويؤجج نيران العداء ويحاول إشعال فتيل الحرب القادمة للسيطرة على مصادر المياه في المنطقة، كما أردت أن أقدم قراءة هادئة لبدائل الحلول من أجل الاستفادة القصوى من مصادر المياه وتوظيفها لمصلحة دول حوض النيل وطرق حل الخلافات ومشاركة القاريء العربي والمحلل الاستراتيجي ومتخذ القرار ما يدور في الساحة هذه الأيام من تطورات خطيرة في ملف مياه النيل خاصة بعد قرار إثيوبيا إنشاء سد النهضة. حرب المياه كتاب مختصر ومباشر.
= رواية (ترجمان الملك)،الرؤية والضوء،هل هي مرافعة تأريخية تريد أن تؤكد فرضية تأريخية معينة ..؟
هي رواية وليست تاريخاً والروايات لا تعلل. وليس جميلاً أن أتحدث عن روايتي فأشرحها أو أبين القصد منها لأن دوري انتهى بكتابة الرواية ودفعها للقاريء ليكون هو الحكم لها أو عليها. وأكتفي هنا بسرد البعض القليل من آراء القراء والنقاد ماذا فهموا منها وما هي تعليقاتهم عليها: (1) الأستاذ الدكتور عثمان أبوزيد: “ترجمان الملك تجمع بين الحقيقة والخيال في قالب إبداعي، يضع هذه الرواية في مصاف الروايات العالمية”…. وأول ما يشدّ انتباه القارئ لرواية ترجمان الملك؛ أسلوبها الجزل ولغتها الرصينة التي تستعير ألفاظاً وأسماء من لغة هذه البلاد وبيئتها، تضفي جواً من الغموض الفني، فينتقل الخيال إلى الماضي ليعايش صوره وملامحه… وتقوم بنية الرواية على سرد متناغم يتوغل في أعماق الشخصيات، ليصف عالمها الداخلي ، وما يدور فيه من خواطر نفسية، أو حديث مع الذات، وهو ما يسميه النقاد بـ “السرد النفسي”… وإذا كان من توصية نختم بها هذه الورقة ، فهي أن تتبنى مؤسسة إعلامية تحويل رواية “ترجمان الملك” إلى عمل روائي سينمائي ، فالرواية نواة جيّدة لإنتاج فني خلاّب.” الأستاذ الدكتور عثمان أبوزيد – المستشار في رابطة العالم الإسلامي : (القصة الأدبية في خدمة السيرة النبوية: رواية ترجمان الملك مثالا – ) نصوص من البحث المقدم إلى المؤتمر العالمي الأول للسيرة النبوية الشريفة الخرطوم 29- 30 صفر 1434هـ الموافق 11- 12 يناير 2013م – جامعة أفريقيا العالمية كلية الشريعة والدراسات الإسلامية. (2) د. عادل عبد العزيز محمد حامد – مقال نشر بصحيفة سودانايل : رواية ترجمان الملك لوحة فنية رائعة الجمال. عندما تبدأ القراءة لا تستطيع أن تتوقف الى أن تصل الى نهاية الرواية فهي من النوع الذي يمكن أن يطلق عليه السهل الممتنع فهي رواية سلسة محكمة الحبكه وهي تجمع بين الحقائق التاريخية والخيال في قالب فني متألق فهي بحق تستحق القراءة وهي تماثل رواية دافنشي كود في الطريقة ولو وجدت مخرجاً جيداً لصنع منها فيلماً عظيماً.” (3) الكاتب الصحفي صلاح عمر الشيخ صيحفة أخبار اليوم السودانية وصحيفة فنون وجريدة البلد أعداد 6 مايو 2013. : ” الدكتور عمر فضل الله فى رواية ترجمان الملك على خطى الطيب صالح وتفسير الدكتور عبد الله الطيب فالرواية بأسلوب سردها الشيق واهتمام كاتبها بالتفاصيل والحكايات التراثية وسرد التاريخ ودمجها مع الخيال المحبب الذى لايفسد القصة الحقيقية يجعل هذه الرواية في مصاف الروايات العالمية وهذا ماسيحدث إذ قدمت له عروض لترجمتها لأكثر من لغة خاصة أنها تحكي فصلاً هاماً في التاريخ الإسلامي وهي الهجرة الأولى للحبشة وملكها النجاشي .” (4) الأديبة الروائية بثينة مكي: ” ..الآن اكملت رواية ترجمان الملك ..أقول الحق ..لقد أدهشتني ..و كنت أظن أنني تجاوزت مواطن الدهشة في الإبداع المكتوب فقد أغرقت نفسي في بحور الكتب وأدمنت السباحة بين موجات سطورها ..ترجمان الملك رواية بديعة هي مزيج متجانس من الواقعية السحرية ..مزيداً من الابداع ..ولك التحية و الود “. (5) الناقد الأديب: محمد الشيخ: ” ترجمان الملك…رواية ممتعة مسترسلة….غنية بالمعلومات التاريخية…شخوص الرواية يؤدون أدواراً وضعها الراوي وفي نفس الوقت يتلقفها المتلقي كأخبار جديدة….مفردات السرد تدخل القارئ في محيط الدهشة والإبهار….تعمد الراوي إدخال معلومات هي في الأصل قديمة لكن وضع لها طلاء زاهياً علي سبيل المثال طيور الهلاك أي طير الأبابيل…..مازج الراوي بين المسيحية والإسلام حسب زمكانية الشخوص التي بنيت بها الرواية….يتمتع الراوي بقدرة هائلة في الوصف….هذه بعض من الملامح العامة لرواية عظيمة سيحتفي بها قارئها في المحيط المحلي والإقليمي والعالمي….مبروك يا دكتور مزيدآ من الإبداع.” (6) أشرف عبد الحميد: “إن اثنيت على هذه الرواية فقد اجحفت في حقها, فهي اروع من ان تمتدح في كلمات, من اروع ما قرأت”. (7) علي عثمان: “اطلعت في ليلتين علي رواية ترجمان الملك للدكتور الأديب عمر فضل الله ولولا بعض الأشياء لأكملتها في ليلة واحدة فهي مشوقة للحد البعيد التي تجعلك تلتهم كل صفحاتها مرة واحدة , ترددت أن اكتب تعليقي عليها خشية أن يكون ذلك دون المقام الرفيع للراوي والرواية ولكني تجاسرت علي ذلك وكتبت تعليقي عليها رغم تواضعه لكنه يعبر عن فهم قارئي بسيط لملاحظات بسيطة بعد انتهاء الرواية مباشرة وأعتقد أن هذه الرواية تستحق القراءة والاطلاع عليها وبذل الجهد في اقتنائها ووضعها تحت الراس كل ليلة للتأمل والتشوق “. (8) ناهد محمد: “هذه الرواية تحتاج للوقوف طويلآ أمام عتباتها لكي نفسر مواطن الجمال والسحر والخيال والدهشة الذي جمعته في آن واحد فهي قلادة الشرف التي يجب أن تعلق علي جيد إبداع أديبنا ومفخرة السودان الموسوعي تنم عن شخص مترع بالتجارب ومثقل بالحكايا التي تجعل التاريخ يجثو علي ركبتيه بل هو جزء من ضروب الأحداث . أتمني لهذه الرواية أن تكون في مصاف العالمية وأن تملأ البلاد عبقآ أدبيآ ، فهذا مجهود لم يذهب سدي فأمتعنا كثيرآ وأخذنا في عوالم الدهشة والمتعة والخيال والتاريخ”.
= مركز الدراسات الإستراتيجية ،والمركز القومي للمعلومات ضاعا وسط الأمواج الكثيفة،هل من شراع جديد لهما، وأنت من المؤسسين لهما؟
هذان المركزان هما مثال فقط لبعض ما انتزعته مراكز القوى التي سعت للسيطرة والحكم وكنت قد أسهمت في تأسيسهما حين حضرت إلى السودان من المملكة العربية السعودية لأنهض بالوطن – مع بقية العلماء والعقول المستنيرة – وفق رؤية علمية منهجية واعية ومستنيرة، ولكنهما وقعا ضحية الصراعات غير المبررة والتي نشأت حول محاولة السيطرة على الإنقاذ منذ مجيئها وسعي الفرقاء من السياسيين للاستحواذ على مراكز السيادة ومؤسسات بناء الدولة. ورغم عدم انتمائي لأي فريق سياسي فقد وئدت هذه المراكز ووئدت معها الاستراتيجية القومية قبل ميلادها. وحينها أدركت أن إنقاذ البلاد عبر هذه المؤسسات بات في حكم غير الممكن وأن إسهام من هو مثلي في البناء والإصلاح هو ضرب من النفخ في رماد الحريق الذي صنعه أولئك الشركاء المتشاكسون فآثرت الهجرة إلى بلاد الخليج. والآن وبعد مضي عشرين عاماً على هذه الأحداث ورغم ذهاب مراكز القوى واعتزال شخوصها قيادة البلاد إلا أن قراءتي لواقع الحال تقول إنه لم يحدث ما يستحق إعادة النظر فيما دفعني للهجرة ، فما زالت طاولة الحوار المستديرة تدور حول نفسها، ورؤيتي لن تتغير إلا إذا تحول الحوار الحالي الذي يدور بين غير أهله ومع غير أهله من الذين أسهموا في صناعة التخلف إلى حوار مع العلماء والعقول المنتجة للوصول إلى استراتيجية إيجابية وعملية للتغيير والتطوير والبناء الحقيقي وأشرك العلماء الذين يملكون مفاتيح التغيير والنهضة من أبناء السودان في تغيير واقع الحال وتحولت الرحى التي تطحن كلاماً وحواراً إلى رحى تنتج قمحاً ودقيقاً وتنمية. وحتى لو حدث هذا كله وكنا قد خططنا للتغيير والتطوير منذ عشرين عاماً، أليس للزمن قيمة في عمر هذه الأجيال السودانية التي حرمت من التغيير؟
اضف تعليقا