الفحل الفكي الطاهر
تحقيق د. عمر فضل الله
الأول أنه يعتبر كتاباً أكاديمياً بحثياً متخصصاً، وأتمنى أن يدرس في أقسام التاريخ بجامعات السودان..
والثاني لأنني أحببت أن أقرأ كل ما يخص الأديب د. عمر على جوودريدز.. علمًا بأنه لا يزال أمامي قراءة العديد من الأعمال لم توضع بعد على جوودرييدز .والشيخ الفحل هو جد الدكتور عمر، كان قد عمل كثيرًا على هذا الكتاب وسافر في شتى أنحاء السودان ليجمع مادته، ثم رحل قبل طباعة الكتاب وطبعه عنه ابنه ثم قام دكتور عمر بتحقيقه ثانية وطباعته في نسخته هذه..
وكان رحمه الله كما يقول عنه الأستاذ علي سليمان طيب المعشر، لم يذم أحدًا طوال حياته وكان يردد دومًا قول الإمام الشافعي:
وإن أبصرت عيناك عيبًا فقل لها أيا عين لي عيب وللناس أعين..
ومن الطرائف الخاصة بالشيخ أنه كان دومًا يحل المشاكل ويفتي في شتى الأمور وحين حل مشكلة زوجية لرجل من المغرب فشل في حلها مع عدة مشايخ قال له المغربي:
“لولا أسموك الفحل ما كانوا يجدون لك إسمًا”.
ولقد قرر الفحل الفكي الطاهر أن يحصر ويكتب دخول العائلات العربية من شتى البقاع إلى السودان .. فمنهم من دخل من مصر، والأندلس والمغرب العربي وغيرهم..
وعرب السودان أتوا أساسًا من قحطان اليمن وعدنان الحجاز .. ويعود نسب الكاتب للعباس بن عبد المطلب – رضي الله عنه – عم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم من نسل عدنان..
يدخل الكاتب إلى متن كتابه بالحديث عن أنساب العائلات والقبائل وتاريخ وأماكن تواجدهم قبل وصولهم إلى السودان: جهينة وفزارة و كنانة ودغيم والأمير إدريس العباسي الذي فر من بغداد بعد غزو التتار لها ..
وحتى نسب النبي صلى الله عليه وسلم والعباس ونسله..
ويدخل بنا إلى التاريخ من معاهدات ونقض معاهدات والغارات على القبائل ..
اهتم الكاتب والمحقق بالحواشي كثيرًا وساعدتني لأفهم الكثير من الأشياء والأحداث والأشخاص..
وفي النهاية وضع المحقق فهرساً للكتاب يسهل على الباحث قراءته ووصوله للمعلومات المطلوبة وكذلك المصادر والمراجع التي أخذ منها للكتاب، وفهرساً للأعلام، وآخر للقبائل والبطون وأخير للبلدان والمواضع والأمكنة..
حقًا كتاب تاريخ وأصول العرب بالسودان يعد صفحة هامة من صفحات التاريخ السوداني وعرب السودان وأصولهم .. وهذا عمل ثمين يعود بالنفع الكثير فجزى الله كاتبه ومحققه خير جزاء.
نهى عاصم.
اضف تعليقا