أوصى المؤتمر الدولي للسيرة النبوية (بأن تتبنى مؤسسة إعلامية تحويل رواية “ترجمان الملك” إلى عمل روائي سينمائي، فالرواية نواة جيّدة لإنتاج فني خلاّب). وكان المؤتمر الدولي الأول للسيرة النبوية الشريفة قد انعقد بجامعة أفريقيا العالمية بالتعاون مع الندوة العالمية للشباب الإسلامي في الفترة من 29-30 صفر 1434هـ – الموافق 11 -12 يناير 2013م – تحت شعار (تنزيل مقاصد الشرع وتعميق محبة الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم). وشاركت فيه ست وعشرون دولة من بينها مصر والسعودية والصومال والعراق وفلسطين والجزائر والمغرب وليبيا وتركيا وماليزيا وأمريكا وكندا والنيجر وبنين وبنجلاديش والسودان. وقد قدم ضمن أوراق المؤتمر بحث بعنوان القصة الأدبية في خدمة السيرة النبوية رواية ترجمان الملك مثالا تناول فيه د. عثمان أبوزيد عثمان المستشار في رابطة العالم الإسلامي رواية ترجمان الملك من خلال عرض تقديمي وتحليلي حيث أشار إلى أن “أول ما يشدّ انتباه القارئ لرواية ترجمان الملك؛ أسلوبها الجزل ولغتها الرصينة التي تستعير ألفاظاً وأسماء من لغة هذه البلاد وبيئتها، تضفي جواً من الغموض الفني، فينتقل الخيال إلى الماضي ليعايش صوره وملامحه” وأن بنية الرواية “تقوم على سرد متناغم يتوغل في أعماق الشخصيات، ليصف عالمها الداخلي ، وما يدور فيه من خواطر نفسية، أو حديث مع الذات، وهو ما يسميه النقاد بـ “السرد النفسي”…
ويمضي د. عثمان في تحليله للرواية فيقول:
“وإذا كانت السمة السائدة في كثير من الروايات الحديثة هي تعمّد تشويه الشخصية الإسلامية حتى صارت هناك شخصية نمطية للمتدين بشكل عام ، فإن شخصيات الرواية في رواية ترجمان الملك تظهر في طابع مشرق، إذ تزخر الرواية بنماذج وأطياف إنسانية متنوعة في الإطار الإيجابي الذي يحبب الدين إلى نفس القارئ. وهناك معالجة لفكرة النقيض الأخلاقي بإيجاد شخصيات غير سوية تتجسد في الساحرة وبعض الوزراء الفاسدين والكهنة في بلاط النجاشي. وأبرزت القصة أكبر قضية إنسانية استأثرت بالاهتمام في ذلك العصر ، ألا وهي تجارة الرقيق ، وعكست مدى المعاناة التي حاقت بقطاع عريض من البشر أوقعهم حظهم التعس في أيدي النخاسة. “
ثم يتناول عرض المؤلف لشخصية النجاشي فيقول:
“وقد عرض هذه الشخصية عرضاً أميناً مثيراً للأحاسيس والعواطف الدينية. ومع ما تقدم فإن الرواية تثير أسئلة تاريخية مهمة طالما كانت موضع مناقشة وجدل، وأول تلك الأسئلة ما تعلّق بالمكان الذي هاجر إليه الصحابة، فمنذ أن أطلق المرحوم عبد الله الطيب مقولته حول هجرة الصحابة وأنها كانت إلى أرض السودان الحالية وليست إلى أثيوبيا، ما تزال الفرضية بين متقبل لها ورافض. تذهب رواية “ترجمان الملك” إلى أن منطقة سوبا هي المكان الذي عاش فيها النجاشي، وفيها استقبل المهاجرين”…
“ويبدو أن كاتب رواية ترجمان الملك مال إلى اختيار سوبا مكاناً لهجرة الصحابة باعتبارها حقيقة تاريخية لا مرية فيها. غير أن الكاتب اجتهد جداً في التحقق من هذه الواقعة، ويكفيه أنه رجع إلى (148) مصدراً ومرجعاً، واطلع أيضاً على ما كتبه الدكتور حسن علي الشايقي من دراسة تقويمية لرأي البروفيسور حسن الفاتح قريب الله حول هجرة الصحابة الكرام للحبشة.
الجدير بالذكر أن رواية ترجمان الملك لمؤلفها د. عمر فضل الله تحكي قصة نجاشي الحبشة برواية أحد سكان سوبا عاصمة دولة علوة المسيحية آنذاك، في قالب درامي مليء بالأحداث مما يجعل الرواية قابلة للتحويل إلى عمل سينمائي ناجح.
اضف تعليقا