ترجمان الملك….والكتابه للمدن
للدكتور عمر فضل الله مشروع روائي كبير عن تاريخ القرون الوسطي للممالك والدويلات التي نشأت في ارض السودان
صدرت له حتي الان عن مشروعه الروائي…. ”ترجمان الملك“…عن نشأة دولة علوه
”انفاس صليحه“ …عن انهيار علوه وخراب سوبا…
”تشريفة المغربي“…عن الدوله السناريه او سلطنة الفونج….حيث فازت هذه الروايه بجائزة الطيب صالح العالميه موخرا في دورتها الاخيره….
قرأت له له ترجمان الملك والتي كانت كافيه للبحث والاطلاع علي كتابات اخرى للكاتب فالروايه تمزج بين التاريخ والخيال بطريقه جميله ومشوقه وذلك ما يدعوني لكتابة اضاءات وملاحظات بسيطه عن قرأتي لها….
تتميز هذه الروايه اولا بلغه ادبيه ناصعه امتلكها الكاتب مما انعكس علي مجريات الاحداث وتسلسلها داخل الروايه …..
في هذه الروايه يسلط الكاتب الضوء عن فترة مهمه من التاريخ السوداني وهي دولة علوه و عاصمتها سوبا ……يجعلنا الكاتب نعود بالزمن الي قرون مضت و نحن نسير في شوراع المدينه القديمه وهي في اوج قوتها وعظمتها بقصورها الشامخات و كنائسها الفخمه و اسطول المملكه الكبير باشرعته البيضاء وهو يرسو علي ضفة النيل….ونحن نتجول مع ترجمان الملك سيسي بن ابيلو ابن دلمار في المهنه التي ورثها من ابآئه كترجمان لملوك علوه و سير حياته الحافل بالاحداث في زمانه كما وصفها الكاتب في المقدمه الجميله للراوي حيث تميزت هذه الروايه بمقدمتين مقدمة المؤلف ومقدمة الراوي الذي وجد المؤلف شاهده على احدي القبور بينما كان ينبش قبور العنج العماليق جنوب سوبا ….حيث يرسم الكاتب حوار تخيلي بينه والراوي الذي استدعاه من قبره ليكون شاهد من ذلك الزمان البعيد علي تلك الاحداث التي طوتها الايام والسنين …… تلجم الدهشه الراوي وهو يرى ما حدث لحال مدينته فقد تغيرت سحنتها بالكامل وتبدلت معالمها….فلم يجد غير بقايا كنيسة ماريا العظيمه وبقايا لقبور تكاد تسويها الارض ويتسائل اين ذهبت قصور الملوك وسكنات الجند اين اختفت تلك الزوارق التي كانت تملأ جنبات النيل اين الحدائق الغناء التي كانت تحيط بسوبا…بل اين هو نيل سوبا انه لا يساوي اليوم الا احدى تلك الخيران الصغيره التي تسيل في الخريف….هكذا يتسائل الراوي الي ان يقول انتم بارعون جدا في الخراب لقد حطمتم اعظم مدن هذه البلاد فإني لا اكاد ارى غير طريق اسود قمئ تجري به عربات كئيبه كأنما تجرها احصنة سيمونه (سيمونه ساحره كانت ايام دولة علوه)….
الكتابه عند عمر فضل الله هي فعل ابداعي مشوق يجعلك تلتهم الروايه التهاما واتمني الحصول علي بقية الروايات للاستمتاع بهذه الحروف النديه و الجميله.
عمر صالح
اضف تعليقا