- وقف الحوار مع الأحزاب السياسية جميعها فهو مضيعة لوقت السودانيين في هذه الفترة الحرجة من عمر البلاد.
- إعادة الثقة لمركز الدراسات الاستراتيجية وتمكينه من مباشرة مهامه في التخطيط الاستراتيجي للبلاد.
- إعادة إحياء مشروع علماء بلا حدود لتمكين العلماء السودانيين في المهجر من المشاركة في بناء البلاد ونهضتها.
- تشكيل حكومة تكنوقراط تتولى إدارة شئون البلاد والخروج بها من التخلف الحالي واللحاق بركب بقية الأمم.
ما معتى تكنوقراط وهل هناك دول شهدت مثل هذا النوع من الحكومات:؟
التكنوقراط معناها الحرفي حكومة التقنية أو حكومة الكفاءآت وتعني إبعاد رجال السياسة وتولية الأمر في إدارة الدولة لأصحاب الكفاءات من المهندسين والمعماريين والاقتصاديين والمشتغلين بالعلوم والنخب المثقفة من أصحاب التخصصات. والدعوة إلى التكنوقراط هي الدعوة إلى حكم النخب المثقفة الأكثر علما وتخصصا في مجال المهام المنوطه بهم، وهم لا ينتمون للأحزاب فانتماؤهم هو للوطن الواحد وولاؤهم هو لتخصصاتهم العلمية الفنية وبهذا فإن حكومة التكنوقراط هي الحكومة المتخصصة في الاقتصاد والصناعة والتجارة والزراعة وهي حكومة غير سياسية وغير حزبية ولا تهتم كثيرا بالفكر الحزبي ولا الحوار السياسي.
تجربة الصين:
تولى التكنوقراط الأمور في الصين في أواخر السبعينات من القرن العشرين واعتمدت الصين عليهم تماماً في حل مشاكل الصين الشعبية والتطور بها وتشغيل الصينيين، فكان التكنوقراط خير نخبة يعتمد عليها في حل المشاكل في الصناعة والتطوير العملي والانتقال من مجتمع زراعي بحت إلى مجتمع صناعي. وبعد عام 1985 أصبح المجلس المركزي يغلب فيه التكنوقراطيون عن غيرهم من النواب. وأصبحت المجموعة الحاكمة معظمها منهم وساروا على هذا السبيل حتى يومنا هذا. فالمجموعة الحاكمة في الصين هم حاليا من أكثر السياسيين على مستوى العالم النابغين في العلوم الهندسية والاقتصادية والإدارة، وتعليمهم كان بصفة رئيسية في العالم الغربي، ولا يزالون يرسلون البعثات إلى أحسن كليات الاقتصاد والعلوم والهندسة في بريطانيا والولايات المتحدة لاكتساب المعرفة وإدخالها إلى الصين الشعبية ولا غرو فقد أصبحت الصين اليوم إحدى القوة العظمى التي اكتسحت العالم باقتصادها القوي ومنتجاتها في جميع المجالات.
حكومات مايو كلها حكومات تكنوقراط ماذا فعلوا للبلد وماذا فعلوا بالبلد
المشكلة في حكومات مايو أنها استعانت بتكنوقراط ولكنهم في مجملهم ليسوا من ذوي الكفاءات العالية إضافة إلى تقلب السياسات في عهد مايو بين اليسار واليمين والوسط وكثرة الاضطرابات والمحاولات الانقلابية وغير ذلك من الأسباب الكثيرة. لكن تجربة مايو لم تكن في مجملها تجربة فاشلة فقد كانت فيها بعض النجاحات مثلما كان فيها الاخفاقات. والآن بيننا وبين حكومة مايو أجيال عديدة تطورت فيها التقنية وتنوعت سبلها واكتسب السودانيون خبرات عديدة في شتى المجالات ويقيني أن الفشل الذي نشاهده اليوم في عهد الإنقاذ يعود إلى عدم تولي الكفاءات أزمة الأمور بل إن عضوية الحكومة تقوم على أصحاب الولاء الحزبي أكثر من كونها تقوم على أصحاب الكفاءات العلمية والإدارية ولهذا السبب فإن المخرج الوحيد في تقديري للبلاد هو تعويلها على ذوي الخبرات والكفاءات.