ولدت لأبوين فقيرين، وكنت الابن  رقم ثمانية في الترتيب ورقم سبعة في واقع الحال حيث توفيت أختي الكبرى (ريا) وهى صغيرة. وكان أبي يعمل بالجزارة، وكان مكافحاً. ربانا فأحسن تربيتنا ووقف عمره كله على تنشئتنا التنشة الصالحة، ولم يدخر وسعه في تعليمنا والإنفاق علينا من الحلال.  العيلفون شارع القبة   “يقع شارع القبة خلف مسيد الشيخ ادريس بن الأرباب وغرب خلوات الحيران”: فوق تراب هذا الشارع تعفرت وأنا صغير-وعدوت خلف العربات وتعلقت بها ولعبت بالطين وخضت في وحل الأمطار. وقطعت الطريق على الصبية الصغار المارة أمام بيتنا، وركبت على ظهر الغنم. سمعت أهلي ينادونني (عامر) ودرجت على أن هذا هو اسمي واستمر هذا الفهم حتى أدخلوني المدرسة الأولية.. وأوقفونا في طوابير.. وجعل الناظر ينادي على التلاميذ بأسمائهم واحداً واحداً. ورأيته يتجه نحوي ويقرص أذني ثم يقول: انت ما سامعني؟ أنا بانده اسمك؟ ثم قال لي: اسمك منو ؟ فقلت في براءة: عامر. فقال: عامر في عينك. انت اسمك عمر.. وهكذا بدأ عهد.. المدرسة الأولية كانت المدرسة الأولية تقع في الجزء الشرقي من العيلفون، وكانوا يطلقون عليه الحى الأمامي.. وكانت جوار المحكمة وسوق العمدة الذي أطلقوا عليه فيما بعد”سوق ودريا” الذي هو أبي رغم أن أبي لم يكن يمتلك السوق ولا ذرة منه لكنه كان أسطورة تغير كل ما حولها وتربطها به.