***
“سُنْجَاتَا” كانت هي المخلوق الوحيد الذي تعلقت به. كنا نأتي كل يوم و
نجلس تحت شجرة الأراك ونحلم. ابتسامتها البريئة، ووجها الطفولي، وطعم فمها، وكلامها الذي يحملك إلى عالم مسحور. كانت لا تربط بين الأفكار، بل كل ما يخطر على بالها تقوله. وكان هذا يدهشني فكنت أطير معها في عالم الخيال الجميل الذي له أجنحة تحلق بك أينما تريد. كنا نبني معاً عوالم مسحورة في أفق الفضاء، أو في دنيا لم يرها إنسان. وكنا نعيش يومنا مع الطيور والحوريات وعالم الجن. كنا نبني قصوراً من الوهم على شواطيء الأحلام ونقطف الأزهار البرية من روضات الحدائق النائمة، عند السحر، والقمر قد سئم البقاء وحده في أفق الفضاء، فبدأ يتأهب للنوم. قالت لي “سُنْجَاتَا” يوماً:
– “سيس” لماذا لا يوجد قمران في أفق السماء؟
– القمر وحده لأنه يلعب مع الشمس لعبة المطاردة، فهو يهرب منها بالنهار. وحين يتأكد أنها قد ذهبت تبحث عنه وراء الأفق يأتي إلينا وحده متخفياً بالليل. ألا ترين أنه يبتسم ابتسامة ساخرة؟
– “سيس” أين ذهب أبوك؟
– أبي هو القمر الذي يهرب من أمي. أمي تجلس وحيدة في غرفتها كل ليلة مثل الشمس في كبد السماء.
– بجد يا “سيس” أين ذهب أبوك؟
– أبي هو “ملك ملوك الجن”، وهو في مهمة، وسوف يأتي قريباً من العالم السحري.
– “سيس” هل تحبني حقاً؟ عندما أكبر أريد أن أتزوجك. ونطير معاً فوق البحار. ونلعب لعبة الشمس والقمر. أريد أن تكون لي أجنحة أحلق بها في الفضاء. هل تصدق هذا؟
– ….
– سيس هل عندك شعر هنا؟
وأشارت إلى موضع عانتي من الخارج.
– أنت مجنونة !!
– أحلى شيء الجنون. “سيس” هل جربت يوماً أن تخلع كل ملابسك وتغلق الأبواب وترقص عارياً وتصيح بأعلى صوتك حتى يبح حلقك ثم تقفز عالياً وتسقط على الفراش؟ تعال نجرب هذا يوماً معاً، ولكنني لن أخلع ملابسي.
كانت “سُنْجَاتَا” مثالاً حياً لكل التناقضات المجنونة الموجودة في البشر. كانت أكثر الناس رقة، وأشدهم جنوناً. كانت منطلقة كمهر جامح في البرية لا يقدر عليه أحد. وكنت أحب هذا فيها. ولعل هذا الأمر قد دفعني حين كبرت قليلاً إلى ترويض المهارى الوحشية والحمير البرية والبغال الجامحة. ولكن “سُنْجَاتَا” اختفت فجأة من حياتي ولم أعد أراها. قصدتُ بيتهم كثيراً، ولكنه كان خالياً وبابه مغلقاً. لم أعرف يومها ما الذي حدث لها أو لأمها. أعرف أنها يتيمة الأب، وأن أمها، كانت تُشاهَدُ في بيت قائد الحرس كثيراً وكانت تعود إلى البيت سكرانة كل ليلة. أخبرني “عِبْدِي” بذلك وقال إن “سِمْبَا” هو الذي أخبره. حزنت لهذا، ومع الأيام ضمرت ذكراها في فؤادي، أو لعل تلك الذكرى اختبأت خزياً حين كنت أذكر أمها. كنت أذهب كل يوم وأجلس وحدي تحت ظل شجرة الأراك. حاولت استجماع الذكريات فلم أقدر على الإمساك بها. كانت تتسلل هاربة من ذاكرتي كلما كبرتُ. حين رأيت “سُنْجَاتَا” بعد كل هذه السنين وهي جارية في قصر الملك حاولت أن أتحقق من مشاعري فأحسست بغضب عارم يتأجج في كبدي. لم أعرف له سبباً. ذكريات المشاعر القديمة عادت واستحالت شيئاً مشوهاً. “سُنْجَاتَا” لم تعد بتلك البراءة ولا الجموح. كانت مستكينة خاضعة. وخمد ذلك البريق في عينيها وكأنما أسدلت فوقهما غلالة من بؤس العبودية. تمنيت ساعتها أن أصبح تاجراً للعبيد، لأشتريها وأبيعها بعيداً للعرب عبر بحر الجار فلا أراها بعدها أبداً. ثم تمنيت أن أصبح نسراً كاسراً يختطفها بمخالبه ويحلق بها فوق أجواء عَلَوَة ويلقي بها من حالق فتندق عنقها ويطويها النسيان. ولكن كل هذا لا يشفي غليلي. ولذا فقد بقيت وحيداً متوحشاً طيلة هذه السنوات، لا أسمح لأحد أن يقترب مني!!
منقول من منتديات العيلفون جنة عدن.
محمد عبد المطلب:
استاذنا الدكتور عمر اعلم تماما ان الكاتب في العمل الفني لا يُسأل عما يقصده وغير مطالب بان يُحلل ما يكتبه او ان يُجيب علي كل سؤال وعلي كل قارئ وبالاخص اذا كان من امثالنا قليلي العلم والمعرفة وكل قارئ يفهم حسب معطياته الفكرية والمعلوماتية
ولكنك طلبت منا ذلك فعذرا ان تطاولنا فلدي مداخلة اذا سمحت لي :
1-(الاسلاميون) عموما لهم اراء في مسألة عرض (المشاهد الساخنة) في الاعمال الفنية ايا كانت هذه الاعمال وانت من (الاسلاميين) فهل هذه الرواية اتجاه جديد وتحول في فهم الاشياء بالنسبة لك علي الاقل ك(اسلامي)
2-في المشهد الذي عكسته بصورة رائعة مهدت لها بالسبب (السواك) لتدخل لسخونة المشاعر وعدم المقدرة علي السيطرة عليها ولكن علي غير العادة جعلت الانثي هي المبادرة
3- وعلي غير العادة في هذه المواقف ايضا عندما جعلتها تركض اشرت الي انها تفتعل بعض الحركات وهذا لا يتوافق مع الموقف خصوصا والمرأة الشرقية .
وهذا فيه كثير من الاشارات
لك التحية وانت تعطر المكتبة والمنتدي بهذا الادب والفن الراقي
ربما هي اشارة ان الانثي هي التي تبادر دوما وان كان مايبدو ظاهريا هو غير ذلك او ربما هي اشارة الي ان الانثي دوما ما تفضح مشاعرها وان كان مايبدو ان الرجل هو من يُصرح بذلك لكنه لا يفعل الا بعد اشارة المرور
وشكرا
__________________
وصلتني بعض الصفحات من ترجمان الملك ولفت انتباهي فيها المشاهد التي تحكي عن اداء الصحابة لصلواتهم (الخمس) واشارات عن كيفيتها وكذلك الوضوء وعلي حسب علمي ان الصلاة لم تكن مفروضة ايام (الهجرة الي الحبشة)
ارجو المشاركة في هذا الصدد ربما تكون معلوماتي غير صحيحة
ولكم الشكر
بالفعل أخي محمد. فالكاتب لا يسأل عما يقصده، وخاصة في الأعمال الروائية، فكل قاريء يفهم ما يريد أن يفهمه من السرد.
أنت صنفتني على الفور بأنني من الإسلاميين فلا أدري ماهو تعريفك للإسلاميين؟ وما الذي جعلك تصنفني بأنني واحداً منهم وما هو معيار التصنيف؟ فإن كنت تقصد الاسلام بمعناه العريض فهذا تدخل فيه أنت وأنا وأهل المنتدى وأهل العيلفون ومعظم أهل السودان وهكذا. وإن كنت تعني الانتماء الحزبي أو لجماعة فأنت تعلم جيداً أنني لا أنتمي لأي حزب من الأحزاب ولا جماعة من الجماعات ولا لرجل من الرجال ولا فئة ولا طائفة، وإن كنت تعني الفكر الإسلامي وأغلب الظن أن هذا هو ما تعنيه فلتعلم أن فهمي للأشياء لم يتغير منذ الصغر، وأنت لم تر من أعمالي إلا هذه الرواية فقط، فهي ليست كافية للحكم على كتاباتي، وأن معياري في العمل كله سواء كان فكرياً أو أدبياً أو مهنياً هو الحلال والحرام، وأظن أنني بحمد الله لم أورد في الرواية كلها ما يدغدغ المشاعر أو يهيج الغرائز أو يثير الشهوات، بل كانت كلماتي منتقاة وأسلوبي متأدباً حتى في سرد المشاهد التي تسميها أنت “ساخنة”. ولكن ما دامت المشاهد التي أطلقت عليها ساخنة هي الوحيدة في الرواية ذات الثلاثمائة وبضعة وستين صفحة التي شدت انتباهك فأردت أن تقف عندها فدعني أجاريك ولنرجع فنقتبس من النص ما يلي:
(وقادتني قدماي دون أن أشعر إلى شجرة الأراك قرب الكنيسة والتي كنت أجلس تحت ظلها مع “سُنْجَاتَا” حين كنا في السابعة بعد أن أكون قد قطعت غصناً صغيراً، ونزعت أوراقه ثم بدأت أنظف به أسناني، وكانت “سُنْجَاتَا” تأخذه من فمي وتنظف أسنانها بطرفه الآخر.) يعني أنهما كانا طفلين، بعدُ لم يستو عودهما ولم تنضج مشاعرهما. وكانا يتصرفان كالأطفال ويلعبان كالأطفال، وهنا ربما قصد الكاتب الإشارة إلى قدم العلاقة والتباين الذي حدث فيها مستقبلاً.
وأما مشهد السواك فهو مشهد يمكن أن يحدث بين أي طفلين يلعبان، وأما الجري المتكلف فأشهد أني رأيته كثيراً في الصغر، وكان مشهداً عادياً تفعله البنات ولا يثير الانتباه، ولكن إيراده في القصة هنا كان للدلالة على أن الطفل بدأ يلاحظ بداية العلاقة فوصفها وصفاً دقيقاً للدلالة على تعلقه بسنجاتا، وربما لو أكملت القصة لعلمت أن هذه الإشارات كانت مقصودة خاصة حين تعلم ما الذي حدث لسنجاتا من بعد. ثم إن بطلى القصة لا نستطيع أن نطلق عليهما بأنهما شرقيان فقد كانا من مسيحيي دولة علوة في الزمان القديم قبل الإسلام، والتقاليد الشرقية لفظ مستحدث يوحي إلى القاريء بالعروبة والإسلام غالباً وأخلاق أهلهما في مقابل التقاليد الغربية التي ارتبطت بأوربا وأمريكا مؤخراً.
وعموماً أشكرك على التعليق لأنه أتاح لي فرصة توضيح بعض الأمور المتعلقة بي وبالرواية. بوركت.
شكرا الدكتور عمر علي هذا التواضع الكبير والرد علي قارئ بسيط مثلي وحقاً لم اطلع علي كل كتاباتك ولكني لم اصدر حكماً فقط استوضحت ما غاب عن فهمي فاجبتني مشكورا علي بعضه وتركت البعض لفهمي المتواضع للاشياء وما استهواه منها. ولا شك عندي بان معيارك هو الاسلام
لم اطلع علي الرواية كاملة وسابحث عنها في الاسواق بعد صدور الطبعة الثانية ان شاء الله او الاستعانة بمن يملكها الان. وانت فخر لنا وللعيلفون وللسودان بل العالم العربي والمنطقة جميعها . وهذا شعور يغامرني دوما وانا استمع اليك من خلال النوافذ الاعلامية وفي اجتماعاتنا في الامارات.
لك مني الف تحية وانت تتحفنا بهذا التواجد القيم الراقي
انني أرى هنا قلم يداعب الأحرف كما تداعب الفراشات الورود !
شكراً دكتور عمر على هذأ السرد الممتع الذي ابهرتنا واتحفتنا بـــه
(في انتظار المزيد).. !
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ودالفحل
ثم إن بطلى القصة لا نستطيع أن نطلق عليهما بأنهما شرقيان فقد كانا من مسيحيي دولة علوة في الزمان القديم قبل الإسلام، والتقاليد الشرقية لفظ مستحدث يوحي إلى القاريء بالعروبة والإسلام غالباً وأخلاق أهلهما في مقابل التقاليد الغربية التي ارتبطت بأوربا وأمريكا مؤخراً.
د/ ود الفحل لك التحايا والشكر الجزيل على كُل ما أثارته رواية ترجمان الملك مِن حِراك ليس فقط بهذا المنتدى فجملة ما به من أحداث تأريخية قديمة عن السودان المسيحي كانت مثاراً للكثير من النِقاشات المُستَفِيضة مع عدد كبير من المُهتمِّين بهذا الشأن ولي في ذلك “بوست” بعنوان إيماءة على نص ترجمان الملك / عادات مسيحية قديمة في السودان الشمالي سأقوم بإذن الله بنشرها على صفحة المنتدى..
الشرق شرق وكذا الغرب غرب والشمال شمال والجنوب جنوب ولعل للتصنيف الجغرافي أيضاً بعض الدور في تكوين مجموع العادات والتقاليد والقيم وقد أعجبتني ملاحظة الأخ طلب فيما تعلَّق بموضوع المُبادرة أهي من الأُنثى أم من الرجل وأعجبني أكثر ردُّك فلكما التحية وصادق الود
واعجني ايضا ماذهب اليه الكاتب
وفعلا هذه النقطة استوقفتني كثيرا وادركت حتما انها مقصودة لذا جاء استفهامي
وشكرا لكما علي هذا الحراك الرائع المفيد
ولنا عودة ان شاء الله بعد الحصول علي الرواية ومؤكد طرح مايستعصي علينا فهمه وادراجه ضمن هذا الحوار الراقي
والسلام عليكم ورحمة الله
———————————
من المعلوم ان الصلاة بكيفيتها فُرضت ليلة الاسراء والمعراج
وهناك خلاف كبير في متي كان الاسراء والمعراج
*الهجرة الاولي كانت بعد5سنوات من البعثة النبوية وسبعة سنوات قبل الهجرة
*والراجح عند الجمهور ان الاسراء كان بعد 11سنة من البعثة النبوية وقبل الهجرة للمدينة بعام واحد
وهناك اقوال اخري
فهل يعني ايراد المشاهد بذلك الشكل(الصلوات الخمس) في الرواية يعني ترجيح الكاتب لقول دون الاخر
ربما تكون اشارة الي ذلك
نتمني مشاركاتكم
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد عبد المطلب محمد
من المعلوم ان الصلاة بكيفيتها فُرضت ليلة الاسراء والمعراج وهناك خلاف كبير في متي كان الاسراء والمعراج
الخلاف كان في هل كانت الإسراء والمعراج(تأريخ فرض الصلوات الخمس المَعروفة) قبل سنة أم خمس سنوات للهِجرة في حين أنّ الهجرة الأُولى (للحبشة)كانت على الراجح بعد خمس سنوات من البِعثة النبوِيّة وعليه فإنّ الصلوات الخمس بكيفيتها التي تُؤدَّى بها إلى اليوم لم تكن معروفة إبّان الهِجرة الأُولى
__________________
تبادر لذهني سؤال
هل في مثل هذا النوع من الروايات التي يختلط فيها الخيال بالوقائع الحقيقية هل ينبغي على الكاتب ان يتقيد بتفاصيل وترتيب الوقائع الحقيقية ان اتى ذكرها؟
وهل تخضع لنفس نوع النقد التي تخضع له الكتابات التاريخية ؟
افيدوني
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تماضر
افيدوني
وعند د/ود الفحل الخبر اليقين
لكن من وِجهة نظري الشخصية أرى أن نلتزم بالأحداث والوقائع التأريخية الثابِتة وندع للخيال باقِي المُتخيِّل…
د/ تماضر لو قام أحدهم وفي ثنايا رواية أو قصّة مُغرِقة في الخيال بذكر أنَّ أحد شُخوص نصَّه أدّى صلاة العصر وختم ركعاتها “الثلاث” بعجلة لافِتة!! أكُنا سنحتج حينها بأنّ الرِواية خيالِية؟
ترجمان الملك توقعت لها أن تثير “عاصفة” مِن الحِراك و النِقاش لما ورد بها من أحداث و وقائع مُختَلف حولها.. فحتى ما ورد بها بخصوص سورة الرحمن وكون عبد الله بن مسعود أول من جهر بها بمكّة المُكرمة به خلاف أيضاً فجمهور الصحابة والتابعين يرون أنّها مكّية في حين يراها البعض مَدِنية
لذا هذه دعوة أُخـرى مني لنقاش مُستَفِيض حول هذا العمل الأدبي
الزمان :السنة الخامسة بعد البعثة النبوية
المكان :مكان الهجرة الاولي للمسلمين
الشخصيات :الصحابة اللذين هاجروا واهل المكان المُهاجر اليه
هذه اعمدة الرواية زمن حقيقي ومكان حقيقي (رغم ما يمكن ان يثيره من جدل وهل هو المكان الفعلي للهجرة)الشخصيات اختلط فيها الحقيقي مع المتخيل مما جعل الحوار والاحداث بين هذا وذاك ورمي المؤلف بقضايا فيها المعاصر الذي حدث في زمان غير زمان الرواية مما يجعلك في بعض الاحيان تخلط بين الراوي والمؤلف وكأن الراوي قد شاهد ما حدث بعده ثم اتي ليروي
وكما ذكر الاخ ياسر بعض القضايا التي حولها جدل وخلاف نجدها حاضرة دون غيرها مثل المكي والمدني وموضوع الردة والاسراء والمعراج
واعتقد ان المؤلف قصد ذلك الامر مما جعل شخصية الراوي تتفلت من يديه ويرمي به الي زمان غير زمان الرواية
ولنا عودة
الأعمال الأدبية قراءتها ممتعة وتكتمل متعتها بالنقاش والحوار وكنت أتوقع أن تجد هذه الرواية نقاش مستفيض لأن كاتبها عيلفوني وعضو بالمنتدى فليسمح لي الدكتور عمر بطرح بعض الاشياء التى توقفت عندها
الرواية كان فيها الخيال وهو جزء من أى عمل أدبى وبحث في تاريخ مملكة علوه التى لم تجد حظها من التدويين و جانب تاريخي إسلامي
دلمار كان ممن إستقبلوا هاشم فى زياراته التجارية إلى علوه ثم من بعد ابنه عبد المطلب وإلى أن استقبل الصحابه المهاجرين وهذا يعد كنز من المعلومات والتاريخ وربما كانت الحكمة والخبرة واضحة في أفعاله وأقواله من خلال الرواية
بروفسير عبد الله الطيب له بحوث ودراسات عن أن أرض الحبشة التى هاجر إليها الصحابة رضوان الله عليهم هي السودان الحالي وهنا يطرأ على الذهن هل أنهم استقروا بشرق السودان أم أنهم وصلوا إلى وسطه
من المسائل التى وردت فى الرواية وتفتح أبواب للبحث والنقاش مسألة الصلاة التى علق عليها الاخوين طلب و خيري وهل هى الصلاه بنفس الطريقة التي نؤديها اليوم أم هي الدعاء والتلاوة و نحتاج إلى بحث عن وقت فرض الصلاة وهل كان قبل الهجرة إلى الحبشة أم بعدها
مسأله ردة عبيدالله بن جحش محل خلاف وتحتاج إلى بحث وتدقيق وإن اتضح غير ذلك فنكون قد رمينا صحابي من السابقين
سورة الرحمن مكية أم مدنية من الأشياء التي تحتاج إلى نقاش وبحث
فى إنتظار مداخلات وتعليقات توضّح ما التبس علىّ
الرواية ربما تجد يوما حظها من النقاش فقد ظلت رواية موسم الهجرة إلى الشمال مجهولة إلى أن كتب عنها رجاء النقاش
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تماضر
تبادر لذهني سؤال
هل في مثل هذا النوع من الروايات التي يختلط فيها الخيال بالوقائع الحقيقية هل ينبغي على الكاتب ان يتقيد بتفاصيل وترتيب الوقائع الحقيقية ان اتى ذكرها؟
وهل تخضع لنفس نوع النقد التي تخضع له الكتابات التاريخية ؟
افيدوني
اذا كان البنيان اصلا حول احداث تاريخية فيجب الالتزام بالاحداث وتسلسلها التاريخي والبعد عن الغريب والمختلف عليه(الا ان يكون هو المقصود وللكاتب ادلة ترجحه)
هذه الايام يدور جدل كبير حول المسلسل التركي الذي يحكي عن حقبة تاريخية معينة ويتناول حياة احد السلاطين وذلك لانه يغالط تاريخ ذلك السلطان المعروف تاريخيا
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد عبد المطلب محمد
وصلتني بعض الصفحات من ترجمان الملك ولفت انتباهي فيها المشاهد التي تحكي عن اداء الصحابة لصلواتهم (الخمس) واشارات عن كيفيتها وكذلك الوضوء وعلي حسب علمي ان الصلاة لم تكن مفروضة ايام (الهجرة الي الحبشة)
ارجو المشاركة في هذا الصدد ربما تكون معلوماتي غير صحيحة
ولكم الشكر
أولاً أؤكد فشلي في عدم القدرة على قراءة الروايه من خلال جهاز الكمبيوتر وذلك لأسباب عديده لا داعي لذكرها .. وفضلت الانتظار لحين اقتني نسخه من الروايه ..
ثانياً أشيد بما ذهب إليه الأخوة محمد طلب وياسر خيري من نقد مفيد للرواية وللدكتور عمر .. وهنا أشير الى أن الدكتور عمر أحمد فضل الله قبل أن يكون كاتب روايه فهو شيخ ومعلم قرءان وخطيب وفقيه وعالم لا يشق له غبار ..ومن هذا المنطلق أعتقد أن ود الفحل لم تفته ما ذكرته يا طلب بخصوص أداء الصلوات الخمس في تلك الحقبة وبكل تأكيد ود الفحل يمتلك تفسيراً منطقياً لكل الأحداث والوقائع التاريخية المذكورة في الرواية ..
لذا أتمنى المواصلة في مثل هذا النقد المفيد حتى يصل ود الفحل وإبراز الجوانب التي تستحق الوقوف عندها حتى تعم الفائده للجميع
سؤالي بصفة عامة عن هذا النوع من الاعمال ولم اقصد به هذه الرواية تحديدا
وحسب ما فهمت أن في مثل هذه الاعمال اما ان يطغى الخيال على الوقائع والاحداث الحقيقية أو ان تطغى الوقائع والاحداث على الخيال وهذا يعتمد على اسلوب ومقصد الكاتب وما يريد للمتلقي ان يفهمه وايضا فهم القارئ ومدى احاطته بالوقائع ليستطيع التمييز وفصل الخيال عن الواقع .
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد الحبر :
أولاً أؤكد فشلي في عدم القدرة على قراءة الروايه من خلال جهاز الكمبيوتر وذلك لأسباب عديده لا داعي لذكرها .. وفضلت الانتظار لحين اقتني نسخه من الروايه ..
ثانياً أشيد بما ذهب إليه الأخوة محمد طلب وياسر خيري من نقد مفيد للرواية وللدكتور عمر .. وهنا أشير الى أن الدكتور عمر أحمد فضل الله قبل أن يكون كاتب روايه فهو شيخ ومعلم قرءان وخطيب وفقيه وعالم لا يشق له غبار .. ومن هذا المنطلق أعتقد أن ود الفحل لم تفته ما ذكرته يا طلب بخصوص أداء الصلوات الخمس في تلك الحقبة ولعله كذلك يمتلك تفسيراً منطقياً لكل الأحداث والوقائع التاريخية المذكورة في الرواية ..
لذا أتمنى المواصلة في مثل هذا النقد المفيد حتى يصل ود الفحل وإبراز الجوانب التي تستحق الوقوف عندها حتى تعم الفائده للجميع ..
وبالفعل ملاحظات جديرة بالوقوف عندها ونقد بناء
يدل على القراءة بعمق ….
الملاحظ في هذا الفيديو وفي الدقيقة (6.47) تحديداً أن دكتور عبد الله الطيب أكد أن الحبشه هي السودان مستنداً الى كتاب (مروج الذهب) للمسعودي في وصفه لبلاد الحبشه حيث ذكر بأنها يابسه وبأنها شديدة الحرارة .. وبلاد الحبشة التي الان ليست بيابسه وليست شديدة الحرارة !! بمعنى أن المقصود هو السودان ..
وهنا لدي ثمة ملاحظة في هذا الاستنتاج :
نلحظ في الخليج مثلاً تقلبات وتغيرات الطقس الناتجة من الضغط الجوي حيث أدى هذا الوضع الى تداخل الفصول في بعضها البعض .. فمثلاً هنا في الرياض عندما حضرنا إليها قبل 15سنة لم تكن هناك أتربة واتسم مناخها بالبرودة الشديدة مع المطر الغزير في فصل الشتاء ، وبالحرارة الشديدة في فصل الصيف هذا مع صعوبة وجود سُحب وغيوم .. ولكن الملاحظ الان تغير الوضع كثيراً حيث نلاحظ كثرة الاتربة مع الاعتدال في الجو حيث أن درجات الحرارة متوسطة الانخفاض في فصل الشتاء تصاحبه في كثير من الأحيان غيوم وأجواء ربيعية ماطرة بعكس السابق .. وأما في فصل الصيف فنجد (توسط) في ارتفاع درجات الحرارة ..
أليس من الممكن اذا ثبتت هذه التقلبات (المناخية) أن تنسف رأي الدكتور عبد الله الطيب في إثبات أن أرض الحبشه هي السودان ؟!!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحيي جميع الإخوة الأفاضل والأخوات الفضليات وأعتذر عن الغياب الذي طال وذلك بسبب الانشغال بكثير من الموضوعات والأحداث. وأزف البشريات من هذا الموقع بقرب صدور عدد من المؤلفات الجديدة مثل رواية “أطياف الكون الآخر” التي تحكي عن العالم الخفي، وهي رواية جديدة بكل المقاييس في قصتها وأسلوبها وتناولها لأطياف الكون الآخر، وأتوقع أن تحدث حراكاً ثقافياً غير اعتيادي ولا مألوف. هذا بالإضافة إلى رواية “سيف المك” والتي تروي قصة حدثت أيام المك نمر، كما أنني بصدد إعادة نشر كتاب “تأريخ وأصول العرب بالسودان” لجدنا الفحل الفكي الطاهر بعد أن قمت بتحقيقه وتقديمه للقراء في ثوب جديد ممتع فحققت مراجع المؤلف ووضعت الحواشي والشروح والهوامش لما ذكره بالإضافة إلى كثير من الفوائد مثل ربط نصوص المؤلف بالمراجع والمؤلفات التي تحدثت عن القبائل العربية في السودان والبحوث والدراسات التي أجريت في هذا الأمر.
كما أزف البشرى أيضاً أن رواية “ترجمان الملك” أصبحت الآن موضوعاً للدراسات العلمية وقد تسارعت الجامعات ومراكز البحوث العلمية لإجراء البحوث والأوراق العلمية حولها. فعلى سبيل المثال علمت أنه سوف يقام المؤتمر العالمي الأول للسيرة النبوية بجامعة افريقيا العالمية منتصف يناير القادم وأن هناك بعض الأوراق العلمية والبحوث المقدمة من بعض الأساتذة الباحثين من حملة الدكتوراة حول رواية ترجمان الملك ضمن فعاليات المؤتمر. وهناك المزيد من المفاجآت بإذن الله.
مرحبا بعودة الدكتور العلامة وسعادتنا لا توصف بالاخبار السارة التي حملها مع عودته ,والرواية الاولي التي نالت الاستحسان وفعلت الحراك المعرفي والنقاش المستفيض وجعلتنا نبحث في تاريخ الهجرة الي الحبشة ونتناول ما جاء في الرواية وهذا في حد ذاته من اكبر الفوائد
نتمني لك التوفيق والسداد وننتظر الجديد الذي حتما سيكون مبعث فخر وسرور لنا ولاهلنا
الف تحية
أحييك أخي محمد وأحيي فيك نشاطك واجتهادك وذكاءك الجلي، وأنتهز هذه الفرصة لأرجوك رجاء محبة ألا تكتب عن رواية ترجمان الملك إلا بعد أن تكمل قراءتها لأنك حين تقرأ بضع صفحات سوف تبدأ في التساؤل وطبيعي أن تكتب مثلما كتبت في مداخلتك هذه وطبيعي أن مثل هذا النوع من الكتابة يشوش على القاريء فيظن أن الأمر هو كما ذكرت تماماً والحقيقة أنه ليس كذلك أبداً.
ولا تظنن أني أعترض على النقد أو الكتابة فأنا أفرح لها ولكن الذي تعلمته أن النقد لأي شيء أو الحكم عليه يكون بعد الاطلاع عليه ومن يحكم على ما غاب عنه يقع في الظلم بلا أدنى شك. لأنني قرأت في مداخلتك أنك تقول إنه وصلتك بعض الصفحات من ترجمان الملك في حين أن الكتاب كله عبارة عن ملف واحد لا يتجاوز عدد صفحاته 368 صفحة ويتم تداوله في قالب (pdf)، ومن يرسله لك لا بد أن يرسله جملة واحدة. وأنا أتحت الكتاب إلكترونياً وبلا ثمن لجميع أعضاء هذا المنتدى بل ولجميع أبناء العيلفون وكنت أتوقع أن تكون أول من يطلب مني نسخة فأفرح بهذا ولا أذكر أنك طلبت هذا مني ولا أذكر أني أرسلته لك. وعجبت كيف يقوم رجل في مثل قامتك بنقد كتاب قبل أن يطلع عليه كله. ألا يدخل هذا في باب عدم الإنصاف للكتاب وصاحبه؟ ولا تؤاخذني على الصراحة – أخي محمد – فلا توجد منطقة وسطى بين ما يدور في قلبي وما ينطق به لساني أو يخطه قلمي. ولولا تقديري لك ما كتب هذا الكلام.
والآن نأتي لما ورد في مداخلتك وللحديث عن مسألة الصلوات
لو قرأت الفصلين (في بيت تانيشا) و (الزبير) واللذين وردت فيهما حكاية المسلمين وهم يصلون لوجدت الإجابة على ما أثرت من تساؤلات.
ذكرت أنه لفت انتباهك المشاهد التي تحكي عن أداء الصحابة لصلواتهم (الخمس) وإشارات عن كيفيتها وكذلك الوضوء وأنه على حسب علمك أن الصلاة لم تكن مفروضة أيام (الهجرة الي الحبشة).
وبناء على ما ذكرت فسوف أبدأ بسؤال بدهي: هل نفهم من كلامك أن عدم فرضية الصلاة أيام الهجرة إلى الحبشة يعني أن الصحابة المهاجرين لم يكونوا يصلون؟
المشهور عند جمهور المسلمين هو أن المسلمين كانوا يصلون منذ السنة الأولى من (البعثة). فالأمر بالصلاة هو أول ما نزل من الأحكام ومعلوم أن سورة المزمل هي من أوائل ما نزل من السور في القرآن وفيها أمر للنبي صلى الله عليه وسلم بقيام الليل. وهل قيام الليل إلا الصلاة والتبتل وقراءة القرآن؟.
جاء في “الموسوعة الفقهية” (27 / 52-53) :” أَصْل وُجُوبِ الصَّلاَةِ كَانَ فِي مَكَّةَ فِي أَوَّل الإْسْلاَمِ ؛ لِوُجُودِ الآْيَاتِ الْمَكِّيَّةِ الَّتِي نَزَلَتْ فِي بِدَايَةِ الرِّسَالَةِ تَحُثُّ عَلَيْهَا . وَأَمَّا الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ بِالصُّورَةِ الْمَعْهُودَةِ فَإِنَّهَا فُرِضَتْ لَيْلَةَ الإْسْرَاءِ وَالْمِعْرَاجِ ” .
إذن فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمون الأوائل يصلون في أول البعثة وكان الوضوء والصلاة معروفين آنذاك وبهذا نعلم أن من أوائل ما نزل من الأحكام الأمر بالصلاة، قال ابن حجر: (كان صلى الله عليه وسلم قبل الإسراء يصلى قطعًا وكذلك أصحابه، ولكن اختلف هل فرض شىء قبل الصلوات الخمس من الصلوات أم لا؟ فقيل: إن الفرض كانت صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها) انتهى. انظر فتح الباري في الجزء الذي يشرح أوقات الصلاة.
الوضوء:
روى الحارث بن أبي أسامة من طريق ابن لَهِيعَة موصولًا عن زيد ابن حارثة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم في أول ما أوحى إليه أتاه جبريل، فعلمه الوضوء، فلما فرغ من الوضوء أخذ غرفة من ماء فنضح بها فرجه، وقد رواه ابن ماجه بمعناه، وروى نحوه عن البراء بن عازب وابن عباس، وفي حديث ابن عباس: وكان ذلك من أول الفريضة.
وقد ذكر ابن هشام أن النبي صلى الله عليه وسلم علم خديجة الصلاة في أول سنة من البعثة وأن علي بن أبي طالب كان هو أول من صلى بعد خديجة وأن زيد بن حارثة صلى بعدهما وأن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه كانوا إذا حضرت الصلاة ذهبوا في الشعاب فاستخفوا بصلاتهم من قومهم، وقد رأي أبو طالب النبي صلى الله عليه وسلم وعليّا يصليان مرة، فكلمهما في ذلك، ولما عرف جلية الأمر أمرهما بالثبات. (وكان هذا في السنة الأولى للبعثة). (أنظر الرحيق المختوم لصفي الرحمن المباركفوري ص 70 – وانظر سيرة ابن هشام ج 1 ص 133
وهذا هو نص ابن هشام:
الرسول صلى الله عليه وسلم وعلي يخرجان إلى الصلاة في شعب مكة واكتشاف أبي طالب لهما:
قال ابن إسحاق : وذكر بعض أهل العلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا حضرت الصلاة خرج إلى شعاب مكة ، وخرج معه علي بن أبي طالب مستخفيا من أبيه أبي طالب ، ومن جميع أعمامه وسائر قومه ، فيصليان الصلوات فيها ، فإذا أمسيا رجعا . فمكثا كذلك ما شاء الله أن يمكثا . ثم إن أبا طالب عثر عليهما يوما وهما يصليان ، فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : يا ابن أخي ! ما هذا الدين الذي أراك تدين به ؟ قال : أي عم ، هذا دين الله ، ودين ملائكته ، ودين رسله ، ودين أبينا إبراهيم – أو كما قال صلى الله عليه وسلم – بعثني الله به رسولا إلى العباد ، وأنت أي عم ، أحق من بذلت له النصيحة ، ودعوته إلى الهدى ، وأحق من أجابني إليه وأعانني عليه ، أو كما قال ؛ فقال أبو طالب : أي ابن أخي ، إني لا أستطيع أن أفارق دين آبائي وما كانوا عليه ، ولكن والله لا يخلص إليك بشيء تكرهه ما بقيت . وذكروا أنه قال لعلي : أي بني ، ما هذا الدين الذي أنت عليه ؟ فقال : يا أبت ، آمنت بالله وبرسول الله ، وصدقته بما جاء به ، وصليت معه لله واتبعته . فزعموا أنه قال له : أما إنه لم يدعك إلا إلى خير فالزمه .
إذن كان المسلمون يتوضأون ويصلون في أول البعثة ولكنها لم تكن صلاة مفروضة وهاجر المسلمون للحبشة في السنة الخامسة من البعثة أي بعد أن استمروا يصلون لمدة أربع سنوات مع النبي صلى الله عليه وسلم.
ولكن متى أصبحت الصلاة فرضاً:
بعد أن استمر المسلمون يصلون سنين عديدة دون أن تفرض عليهم الصلاة أصبحت الصلاة فرضاً في ليلة الإسراء التي (فرضت) فيها الصلوات الخمس واختلف العلماء في حادثة الإسراء والمعراج متى كانت واختلفوا في أي سنة كانت؟ وجمهور المسلمين على أنها كانت قبل الهجرة بخمس سنين بينما بقي المسلمون في الحبشة حتى السنة السابعة من الهجرة.
روى البخاري (349) ومسلم (162) عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه حديث الإسراء المشهور ، وفيه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
( فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيَّ مَا أَوْحَى فَفَرَضَ عَلَيَّ خَمْسِينَ صَلَاةً فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ ، فَنَزَلْتُ إِلَى مُوسَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : مَا فَرَضَ رَبُّكَ عَلَى أُمَّتِكَ ؟ قُلْتُ خَمْسِينَ صَلَاةً . قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ … قَالَ : فَلَمْ أَزَلْ أَرْجِعُ بَيْنَ رَبِّي تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَبَيْنَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام حَتَّى قَالَ : يَا مُحَمَّدُ إِنَّهُنَّ خَمْسُ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ ، لِكُلِّ صَلَاةٍ عَشْرٌ ، فَذَلِكَ خَمْسُونَ صَلَاةً ) . وقد أجمع العلماء على أن الصلوات الخمس لم تفرض إلا في هذه الليلة. راجع : “فتح الباري” لابن رجب (2 / 104)
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله :” فلما كان ليلة الإسراء قبل الهجرة بسنة ونصف ، فرض الله على رسوله صلى الله عليه وسلم الصلوات الخمس ، وفصل شروطها وأركانها وما يتعلق بها بعد ذلك ، شيئا فشيئا ” “تفسير ابن كثير” (7 / 164)
– وكان أول فرض الصلوات الخمس ركعتان ، ثم بعد الهجرة أقرت في السفر ، وزيدت في الحضر ركعتين ، إلا المغرب فعلى حالها . فروى البخاري (3935) ومسلم (685) عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : ( فُرِضَتْ الصَّلَاةُ رَكْعَتَيْنِ ، ثُمَّ هَاجَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَفُرِضَتْ أَرْبَعًا ، وَتُرِكَتْ صَلَاةُ السَّفَرِ عَلَى الْأُولَى ) .
– وذهب بعض أهل العلم إلى أن الصلاة كانت مفروضة أول الأمر ركعتين بالغداة وركعتين بالعشي . قال الحافظ رحمه الله في الفتح :” ذَهَبَ جَمَاعَة إِلَى أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ قَبْل الْإِسْرَاء صَلَاة مَفْرُوضَة إِلَّا مَا كَانَ وَقَعَ الْأَمْر بِهِ مِنْ صَلَاة اللَّيْل مِنْ غَيْر تَحْدِيد , وَذَهَبَ الْحَرْبِيُّ إِلَى أَنَّ الصَّلَاة كَانَتْ مَفْرُوضَة رَكْعَتَيْنِ بِالْغَدَاةِ وَرَكْعَتَيْنِ بِالْعَشِيِّ , وَذَكَرَ الشَّافِعِيّ عَنْ بَعْض أَهْل الْعِلْم أَنَّ صَلَاة اللَّيْل كَانَتْ مَفْرُوضَة ثُمَّ نُسِخَتْ بِقَوْلِهِ تَعَالَى ( فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ ) فَصَارَ الْفَرْض قِيَام بَعْض اللَّيْل , ثُمَّ نُسِخَ ذَلِكَ بِالصَّلَوَاتِ الْخَمْس “. وقال أيضا :” كَانَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْل الْإِسْرَاء يُصَلِّي قَطْعًا , وَكَذَلِكَ أَصْحَابه لَكِنْ اُخْتُلِفَ هَلْ اُفْتُرِضَ قَبْل الْخَمْس شَيْء مِنْ الصَّلَاة أَمْ لَا ؟ فقيل : إِنَّ الْفَرْض أَوَّلًا كَانَ صَلَاة قَبْل طُلُوع الشَّمْس وَصَلَاة قَبْل غُرُوبهَا , وَالْحُجَّة فِيهِ قَوْله تَعَالَى ( وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّك قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا ) وَنَحْوهَا مِنْ الْآيَات وينظر أيضاً : “تفسير ابن عطية” (1/204) ، “التحرير والتنوير” لابن عاشور (24/75) .
ومن هذا نعلم أن (صلاة الفرض) أول الإسلام كانت ركعتين بالغداة وركعتين بالعشي وأن المسلمين كانوا يصلون غير صلاة الفرض كثيراً بالليل والنهار وذلك حتى ليلة الإسراء التي فرضت فيها الصلوات الخمس.
وبالمناسبة فإن المهاجرين بقوا في الحبشة حتى السنة السابعة من الهجرة واستمروا بعد ذلك يصلون الصلوات الخمس المفروضات على هيئها التي فرضت بها.
ما الهدف من إيراد الصلاة بهذه الكيفية في الرواية:
– ذكرت الرواية أن المسلمين كانوا يتوضأون قبل الصلوات. (وقد بينت لكم في إجابتي هذه أن الوضوء كان من أوائل ما علمه جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم). وأن الإنجيل ذكر أن المسيح كان يتوضأ بل وكان يعلم التلاميذ كيف يتوضأون. والرواية ذكرت ذلك لتقول للناس إن المسيح عليه السلام لم يكن إلهاً وإنما كان عبداً لله يتوضأ ويصلي ويركع ويسجد. ولتقول للناس أن الاسلام لم يكن بدعاً من الأديان ولا النبي كان بدعاً من الرسل وإنما هو امتداد لرسالات جميع الأنبياء والمرسلين وأن أصلها واحد فأصل الوحي هو من السماء وكان هناك وضوء وصلاة وصيام في جميع الأديان السماوية وإن اختلفت الهيئة والكيفية.
– ذكرت الرواية أن المسلمين كانوا يصلون ( وفي صفحة 139 ذكرت أنهم يصلون خمس صلوات وهي التي استقر عليها الأمر بعد ذلك ولكنها لم تفصل عدد الركعات في كل صلاة كما هو الحال في الصلوات المفروضة ولا أسماء الصلوات) بل ذكرت أن المسلمين كانوايصلون كما كان المسيح يصلي. والإنجيل ذكر هيئة صلاة المسيح وأنه كان يخر راكعاً وأنه كان يسجد لله رب العالمين وهذا هو القصد من إيراد مسألة الصلاة أصلاً. ولو تلاحظ أن دلمار وحفيده كانا يقارنان بين وضوء المسلمين ووضوء المسيح وبين صلاة المسلمين وصلاة المسيح فذكرت الرواية التشابه الكبير بين صلاة المسيح وصلاة المسلمين.
– ذكرت الرواية أن المسلمين كانوا يتوجهون إلى بيت المقدس في صلاتهم مثلما كان المسيح يفعل.
– الرواية أصلاً ليست تقريراً لحقائق تأريخية وإنما هي رواية تمزج بين الحقيقة والخيال. وقد بح صوتي وأنا أقول للإخوة في هذا المنتدى رجاء لا تقرأوها على أنها كتاب تأريخ بل اقرأوها على أنها رواية، حكاية، قصة، فالبحث التاريخي مكانه غير هذا. ولكن لا أريد أن يفهم القراء أن الرواية تخالف الحقائق التاريخية في أي موضع منها بل لقد قمت بدراسة هذا الأمر فقرأت مئات المراجع إن لم يكن الالاف وما كتبته هنا هو ما تحريت أن يكون الصحيح في الغالب الأعم وما رجحه العلماء والمؤرخون.
– انتظروا حتى تروا فاعليات المؤتمرات العالمية حول الرواية فقد أنصفها الباحثون وبين يدى الآن وأنا أكتب هذه المداخلة أوراق بعض البحوث العلمية المقدمة حول الرواية وهي تبشر بالخير الكبير قطعاً. ولا أريد أن أفسد المفاجآت ولا أن أستبق الأحداث.
بالجملة أشكرك أخي محمد عبد المطلب كما أشكر جميع الإخوة المتداخلين وسوف أحاول تناول كل ما ورد في مداخلاتكم ولكن إن تأخرت في الرد عليكم فاعلموا أنني انشغلت بالعظائم من الأمور دون تقليل من أهمية الحوار الراقي الذي يدور هنا.
كتب ياسر عبد الرحمن خيري:
وعند د/ود الفحل الخبر اليقين
لكن من وِجهة نظري الشخصية أرى أن نلتزم بالأحداث والوقائع التأريخية الثابِتة وندع للخيال باقِي المُتخيِّل…
د/ تماضر لو قام أحدهم وفي ثنايا رواية أو قصّة مُغرِقة في الخيال بذكر أنَّ أحد شُخوص نصَّه أدّى صلاة العصر وختم ركعاتها “الثلاث” بعجلة لافِتة!! أكُنا سنحتج حينها بأنّ الرِواية خيالِية؟
ترجمان الملك توقعت لها أن تثير “عاصفة” مِن الحِراك و النِقاش لما ورد بها من أحداث و وقائع مُختَلف حولها.. فحتى ما ورد بها بخصوص سورة الرحمن وكون عبد الله بن مسعود أول من جهر بها بمكّة المُكرمة به خلاف أيضاً فجمهور الصحابة والتابعين يرون أنّها مكّية في حين يراها البعض مَدِنية
لذا هذه دعوة أُخـرى مني لنقاش مُستَفِيض حول هذا العمل الأدبي
وأرد عليه فأقول:
أخي الفاضل ياسر: ما أوردته من أحداث في رواية ترجمان الملك ليس مختلفاً حوله اختلافاً يعتد به فقد حرصت جداً وأنا أكتب رواية “ترجمان الملك” أن أورد ما رجحه العلماء من أحداث تاريخية أو آراء فقهية وألا أذكر الشاذ أو ما ورد حوله خلاف كبير . وبهذا فإن إيراد قراءة سورة الرحمن على أنها مكية هو قول جمهور أهل العلم من الصحابةِ والتابعينَ والمتقدمين والمتأخرين العلماء ولم يشذ عنه إلا القليل ممن خالف الجمهور وهاك الدليل:
قال الإمام السيوطي -رحمه الله- : الجمهور على أنها مكية، وهو الصواب . انظر: الإتقان للسيوطي. قال الإمام القرطبي في التفسير (17/151): والقول الأول -أنها مكية- أصح لما روى عروة بن الزبير قال: أول من جهر بالقرآن بمكة بعد النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابن مسعود، وذلك أن الصحابة قالوا: ما سمعت قريش هذا القرآن يجهر به قط، فمن رجل يسمعهموه؟ فقال ابن مسعود: أنا، فقالوا: إنا نخشى عليك، وإنما نريد رجلا له عشيرة يمنعونه، فأبى ثم قام عند المقام فقال: (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ. الرَّحْمنُ. عَلَّمَ الْقُرْآنَ) ثم تمادى رافعا بها صوته وقريش في أنديتها، فتأملوا وقالوا: ما يقول ابن أم عبد؟ قالوا: هو يقول الذي يزعم محمد أنه أنزل عليه، ثم ضربوه حتى أثروا في وجهه. وصح أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قام يصلي الصبح بنخلة، فقرأ سورة (الرحمن) ومر النفر من الجن فآمنوا به.
وهذا قول ابن عباس ومجاهد والحسن وعروة بن الزبير وعكرمة وعطاء وجابر خلافاً لقتادة .
وعند الترمذي أنها مكية:
فقد روى الترمذي عن جابر قال: خرج رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على أصحابه فقرأ عليهم سورة (الرحمن) من أولها إلي آخرها فسكتوا، فقال: (لقد قرأتها على الجن ليلة الجن فكانوا أحسن مردودا منكم كنت كلما أتيت على قوله:) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ) قالوا لا بشيء من نعمك ربنا نكذب فلك الحمد) قال الترمذي: هذا حديث غريب. وفي هذا دليل على أنها مكية والله أعلم. والحديثُ حسنه شيخي الشيخ الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة .
وعلى هذا فغالب من قال أنها مكية استدل بخبر ابن مسعود علماً بأن أن غالب أئمة المفسرين قالوا: بأنها مكية وليست مدنية. وإليك التفاسير التي قالت إنها مكية:
الإمام محمد بن جرير الطبري في تفسيره
الإمام ابن كثير في تفسير القرآن العظيم.
الإمام القرطبي في تفسيره.
الإمام البغوي في معالم التنزيل
الثعلبي في تفسيره الكشف والبيان.
الفيروز آبادي في تنوير المقباس في تفسير ابن عباس
الواحدي في الوجيز في تفسير الكتاب العزيز.
السمعاني في تفسير القرآن.
السيوطي في كتابه الإتقان.
الشوكاني في فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية في علم التفسير.
الآلوسي في روح المعاني.
ابن ناصر السعدي في تيسير الكريم الرحمن
ولم يقل بأنها مدنية إلا السمرقندي في بحر العلوم والزمخشري في الكشاف.
وأما البيضاوي وابن الجوزي فلم يرجحا قولاً على قول
وأما أهل السير فقد أوردوا أن ابن مسعود قرأها على أهل قريش بمكة قبل الهجرة إلى الحبشة وأنه أوذي في سبيل هذا وعلى هذا فلا اعتداد بقول من يقول إنها مدنية لأن جمهور العلماء والمفسرين أن سورة الرحمن مكية.
وبهذا يتبين لكم أنني لم أورد في الرواية إلا ما هو راجح ثابت وليس مختلفاً عليه اختلافاً بيناً. والله تعالى أعلم.
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد عبد المطلب محمد
الزمان :السنة الخامسة بعد البعثة النبوية
المكان :مكان الهجرة الاولي للمسلمين
الشخصيات :الصحابة اللذين هاجروا واهل المكان المُهاجر اليه
هذه اعمدة الرواية زمن حقيقي ومكان حقيقي (رغم ما يمكن ان يثيره من جدل وهل هو المكان الفعلي للهجرة)الشخصيات اختلط فيها الحقيقي مع المتخيل مما جعل الحوار والاحداث بين هذا وذاك ورمي المؤلف بقضايا فيها المعاصر الذي حدث في زمان غير زمان الرواية مما يجعلك في بعض الاحيان تخلط بين الراوي والمؤلف وكأن الراوي قد شاهد ما حدث بعده ثم اتي ليروي
وكما ذكر الاخ ياسر بعض القضايا التي حولها جدل وخلاف نجدها حاضرة دون غيرها مثل المكي والمدني وموضوع الردة والاسراء والمعراج
واعتقد ان المؤلف قصد ذلك الامر مما جعل شخصية الراوي تتفلت من يديه ويرمي به الي زمان غير زمان الرواية
ولنا عودة
أخي محمد عبد المطلب:
رأيت أن مداخلتك هذه تتضمن عدة نقاط:
– الجدل حول المكان الفعلي للهجرة. وهذا الموضوع سوف أفرد له مداخلة خاصة به نظراً لكونه هو موضوع الرواية الحقيقي أصلاً.
– ذكرك أن هناك مسائل معاصرة اختلطت بمسائل غير معاصرة ولا أظن أنني أوردت شيئاً مثل هذا أبداً في الرواية فأحداثها مرتبة وتراعي التسلسل التاريخي وإن كنت تقصد مسألة الصلوات الخمس المفروضات فقد أجبت على ذلك وأوضحته في مداخلة سابقة لمداخلتي هذه والحمد لله.
– موضوع المكي والمدني وموضوع الإسراء أجبت عنه.
– وأما موضوع الردة فقد ذكرته في إحدى الإجابات لمداخلة قديمة أظن أنه اثارها الأخ على عثمان في موضع آخر. واذكر أنني أجبته بأنني لم أتعرض للحدود مثل حد الردة أو غيره وإنما ذكرت أن عبيد الله بن جحش قد ارتد وأن الزبير قد أخذته الحمية لذلك فخاطب عبيد الله بأنه لولا أن الاسلام دين التسامح لقتله من فوره لأنه مرتد وداعية فتنة. والزبير لم يكن يقرر حداً حين قال هذا الكلام وإنما أخذته الحمية على الإسلام والمسلمين. ومعلوم أن كثيراً من الصحابة كانوا يفعلون أشياء قبل أن ينزل فيها وحي ثم ينزل الوحي فيصدقهم.وأن هناك أمثلة كثيرة من نزول الوحي مصدقاً لعمر بن الخطاب مثلاً. وأقرب مثال على هذا في رواية ترجمان الملك هو أن عثمان بن مظعون قد حرم الخمر على نفسه قبل أن يشرع تحريمها بزمن طويل، وهذا مذكور في كتب الحديث والسير، وأن الإسلام قد وافقه في هذا. وبهذا يتضح أن سلوك الزبير كان هو من قبيل الحمية والغيرة على الإسلام وليس من قبيل تقرير حد الردة الذي جاء بعد ذلك بكثير.
– وأخيراً ألا تعتقد أن عبارتك الأخيرة: (واعتقد ان المؤلف قصد ذلك الامر مما جعل شخصية الراوي تتفلت من يديه ويرمي به الي زمان غير زمان الرواية) فيه بعض الجور؟
ونواصل.
كتب أحمد الحبر:
أولاً أؤكد فشلي في عدم القدرة على قراءة الروايه من خلال جهاز الكمبيوتر وذلك لأسباب عديده لا داعي لذكرها .. وفضلت الانتظار لحين اقتني نسخه من الروايه ..
ثانياً أشيد بما ذهب إليه الأخوة محمد طلب وياسر خيري من نقد مفيد للرواية وللدكتور عمر .. وهنا أشير الى أن الدكتور عمر أحمد فضل الله قبل أن يكون كاتب روايه فهو شيخ ومعلم قرءان وخطيب وفقيه وعالم لا يشق له غبار ..ومن هذا المنطلق أعتقد أن ود الفحل لم تفته ما ذكرته يا طلب بخصوص أداء الصلوات الخمس في تلك الحقبة وبكل تأكيد ود الفحل يمتلك تفسيراً منطقياً لكل الأحداث والوقائع التاريخية المذكورة في الرواية ..
لذا أتمنى المواصلة في مثل هذا النقد المفيد حتى يصل ود الفحل وإبراز الجوانب التي تستحق الوقوف عندها حتى تعم الفائده للجميع
حياك الله أخي أحمد الحبر. وياليت بقية الإخوة الكرام مثلك “يفهمونها وهي طايرة” ولا يحوجونني للكثير من الشروح والتطويل. ولكن إثارة الموضوعات هنا لا تعني عدم الفهم أبداً بل تعني الحوار الجميل المفيد الذي يأتي بالمزيد من الفعل الثقافي و”شحذ الأذهان لإيضاح رواية الترجمان” وبالفعل فقد بينت للإخوة مسألة الصلوت كما ترى وأظن أن الأمور أصبحت واضحة والحمد لله رب العالمين. وقد رأيت مداخلاتك التي بعد هذه وهي عن مكان الهجرة وسوف أحكي لكم الحوار الذي دار بيني وبين الأستاذ الدكتور عبد الله الطيب رحمه الله بعد محاضرته المشهورة عن هجرة الحبشة وما حولها من نبأ وكذلك الحوار المشهور الذي كان بيني وبينه في قاعة الصداقة في العام 1992 بعد محاضرته المشهورة عن الهوية السودانية. فترقبوا الحوار.
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة على عدلان
الأعمال الأدبية قراءتها ممتعة وتكتمل متعتها بالنقاش والحوار وكنت أتوقع أن تجد هذه الرواية نقاش مستفيض لأن كاتبها عيلفوني وعضو بالمنتدى فليسمح لي الدكتور عمر بطرح بعض الاشياء التى توقفت عندها
الرواية كان فيها الخيال وهو جزء من أى عمل أدبى وبحث في تاريخ مملكة علوه التى لم تجد حظها من التدويين و جانب تاريخي إسلامي
دلمار كان ممن إستقبلوا هاشم فى زياراته التجارية إلى علوه ثم من بعد ابنه عبد المطلب وإلى أن استقبل الصحابه المهاجرين وهذا يعد كنز من المعلومات والتاريخ وربما كانت الحكمة والخبرة واضحة في أفعاله وأقواله من خلال الرواية
بروفسير عبد الله الطيب له بحوث ودراسات عن أن أرض الحبشة التى هاجر إليها الصحابة رضوان الله عليهم هي السودان الحالي وهنا يطرأ على الذهن هل أنهم استقروا بشرق السودان أم أنهم وصلوا إلى وسطه
من المسائل التى وردت فى الرواية وتفتح أبواب للبحث والنقاش مسألة الصلاة التى علق عليها الاخوين طلب و خيري وهل هى الصلاه بنفس الطريقة التي نؤديها اليوم أم هي الدعاء والتلاوة و نحتاج إلى بحث عن وقت فرض الصلاة وهل كان قبل الهجرة إلى الحبشة أم بعدها
مسأله ردة عبيدالله بن جحش محل خلاف وتحتاج إلى بحث وتدقيق وإن اتضح غير ذلك فنكون قد رمينا صحابي من السابقين
سورة الرحمن مكية أم مدنية من الأشياء التي تحتاج إلى نقاش وبحث
فى إنتظار مداخلات وتعليقات توضّح ما التبس علىّ
الرواية ربما تجد يوما حظها من النقاش فقد ظلت رواية موسم الهجرة إلى الشمال مجهولة إلى أن كتب عنها رجاء النقاش
استوقفني في مداخلتك هذه أمر هام ولهذا فقد أفردته بالرد دون غيره من الأمور وهو أمر ردة عبيد الله بن جحش وأنك ذكرت أن مسأله ردته محل خلاف وتحتاج إلى بحث وتدقيق وإن اتضح غير ذلك فنكون قد رمينا صحابي من السابقين فرأيت أن أفيدك فيها بما يلي:
– عبيد الله بن جحش ليس من الصحابة بأي حال من الأحوال فالصحابة معدودون ومذكورون ومدونة أسماؤهم وسيرهم وكناهم وألقابهم عند من أحصى الصحابة من العلماء. وجميعهم بلا خلاف أجمعوا على عدم ذكر عبيد الله بن جحش في الصحابة ولم يعدوه صحابيا.
اشتهر في كتب السيرة أن عبيد الله بن جحش قد تنصّر في أرض الحبشة، وكان قد هاجر إليها مع زوجه أم حبيبة رضي الله عنها قال ابن إسحاق ـ رحمه الله ـ في ذكر بعض من اعتزل عبادة قريش للأصنام، وهم: ورقة بن نوفل، وعبيد الله بن جحش، وعثمان ابن الحويرث، وزيد بن عمرو بن نفيل، فقال بعضهم لبعض: «تعلمون والله! ما قومكم على شيء. لقد أخطؤوا دين أبيهم إبراهيم، ما حجر نطيف بــه؛ لا يسـمع ولا يبـصر، ولا يضـــرّ ولا ينفع؟! التمسوا لأنفسكم؛ فإنكم والله! ما أنتم على شيء. فتفرقوا في البلدان يلتمسون الحنيفية، دين أبيهم إبراهيم، فأما ورقة بن نوفـل فاستحـكم في النصـرانيــة… وأمـا عبيـد الله بن جحش فأقام على ما هو عليه من الالتباس حتى أسلم، ثم هاجر مع المسلمين إلى الحبشة، ومعه امرأته أم حبيبة بنت أبي سفيان مسلمة، فلما قدمها تنصّر وفارق الإسلام، حتى هلك هناك نصرانياً»
ثم قال ابن إسحاق: «فحدثني محمد بن جعفر بن الزبير قال: كان عبيد الله بن جحـش ـ حين تنصَّر ـ يمر بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم هنالك من أرض الحبشة، فيقول: فقّحنا وصأصأتم؛ أي أبصرنا، وأنتم تلتمسون البصر ولم تبصروا بعد»
وذكره أيضاً في تزوج النبي صلى الله عليه وسلم أم حبيبـة ـ رضـي الله عنها ـ فقال: «ثم تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد زينب، أم حبيبة بنت أبي سفيان، وكانت قبله عند عبد الله [عبيد الله] بن جحش.. فمات عنها بأرض الحبشة، وقد تنصر بعد إسلامه»
وروى القصة ابن سعد في (الطبقات) فقال: «أخبرنا محمد ابن عمر حدثنا عبد الله بن عمرو بن زهير عن إسماعيل بن عمرو بن سـعيد بن العاص قال: قالت أم حبيـبة: رأيت في النـوم عبيد الله بن جحش زوجي بأسوأ صورة وأشوهها، ففزعت، فقلت: تغيرتْ والله حاله! فإذا هو يقول حيث أصبح: يا أم حبيبة! إني نظرت في الدين فلم أرَ ديناً خيراً من النصرانية، وكنت قد دنت بها، ثم دخلت في دين محمد، ثم قد رجعت إلى النصرانية. فقلت: والله! ما خير لك. وأخبرتُه بالرؤيا التي رأيت له فلم يحفل بها، وأكبّ على الخمر حتى مات»
ورواه أيضاً في ذكر عدد أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال عند ذكر أم حبيبة ـ رضي الله عنها ـ: «وكانت قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم عند عبيد الله بن جحش، وكان قد أسلم وهاجر إلى أرض الحبشة، ثم ارتد، وتنصّر، فمات هناك على النصرانية»
ورواه الحاكم في «المستدرك» عن الزهري مرسلاً، وفيه: «ثم افتتن وتنصّر فمات وهو نصراني، وأثبت الله الإسلام لأم حبيبة، وأبت أن تتنصّر»
وروى الخبر الطبري في تاريخه، في: «ذكر الخبر عن أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم » عن هشام بن محمد مرسلاً، وفيه عند ذكر أم حبيبة: «فتنصّر زوجها، وحاولها أن تتابعه فأبت، وصبرت على دينها، ومات زوجها على النصرانية»
ورواه البيهقي في «الدلائل» من طريق ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة قال: «ومن بني أسد بن خزيمة: عبيد الله بن جحش، مات بأرض الحبشة نصرانياً، ومعه امرأته أم حبيبة بنت أبي سفيان، واسمها رملة، فخلف عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أنكحه إياها عثمان بن عفان بأرض الحبشة»
ومعلوم أن عبيد الله بن جحش لم يذكره أحد ممن دون تاريخ الصحابه ولم يعدوه صحابياً أبداً ومعلوم أن الصحابي هو كل من لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم مسلماً ومات على الاسلام.
وعبيد الله بن جحش لم يذكر ضمن الصحابة أبداً ولم يترجم له ابن عبد البر في «الاستيعاب»، ولا ابن الأثير في «أُسد الغابة»، ولا ابن حجر في «الإصابة»، وفي ترجمة أخيه عبد الله ـ رضي الله عنه ـ في «الإصابة» لم يذكر ابن حجر شيئاً، أما ابن عبد البر فقد قال في «الاستيعاب» في ترجمة عبد الله: «وكان هو وأخوه أبو أحمد عبد بن جحش من المهاجرين الأولين ممن هاجر الهجرتين، وأخوهما عبيد الله بن جحش تنصّر بأرض الحبشة، ومات بها نصرانياً، وبانت منه امرأته أم حبيبة»
وكذا ذكر ابن الأثير في ترجمة عبد الله.
وفي ترجمة أم حبيبة ـ رضي الله عنها ـ في «الإصابة» قال ابن حجر: «ولما تنصر زوجها عبيد الله، وارتد عن الإسلام فارقها،
وفي رواية ابن سعد (عن الواقدي) أنه كان قد دان بالنصرانية قبل الإسلام.
وما ورد من روايات عن تنصر عبيد الله يعود إلى ابن إسحاق ومحمد بن جعفر بن الزبير والزهري وابن لهيعة وكل هذه الروايات تجتمع عند عروة بن الزبير. وعروة بن الزبير من أهل مكة الذين هم أدرى بحال عبيد الله فروايته عن تنصر عبيد الله مقبولة خاصة مع عدم إنكار تلك الحادثة أحد من علماء السلف. ثم هو نفسه الذي روى عن أم حبيبة رضي الله عنها قصة زواجها
جاء في المنتخب من كتاب أزواج النبي للزبير بن بكار ص: 50 وهو من أهل مكة أيضاً
قصة تزوج النبي أم حبيبة بنت أبي سفيان: ) حدثني محمد بن حسن عن عبد الله بن عمرو بن زهير عن إسماعيل بن عمرو قال قالت أم حبيبة كنت بأرض الحبشة مع زوجي عبيدالله بن جحش فرأيته بأسوأ صورة وشرها ففزعت وقلت تغيرت والله حاله فلما أصبحت قال لي إني نظرت في الدين فلم أر دينا خيرا من النصرانية ورجع إلى النصرانية فقلت له والله ما خير لك وأخبرته ما رأيت له فلم يحفل بذلك وأكب على الخمر حتى مات فأرى في النوم كأن أبي يقول لي يا أم المؤمنين ففزعت فأولت أن رسول الله يتزوجني فما هو إلا أن انقضت عدتي فما شعرت إلا برسول النجاشي جارية يقال لها أبرهة كانت تقوم على ثيابه ودهنه فاستأذنت علي فأذنت لها فقالت إن الملك يقول لك إن رسول الله كتب إلى أن أزوجكه فقلت بشرك الله بخير وقالت يقول لك الملك وكلي من يزوجك فأرسلت إلى خالد بن سعيد فوكلته وأعطيت أبرهة إسوارين من فضة وخدمتين كانتا علي وخواتيم فضة كانت في أصابع رجلي سرورا بما بشرتني به فلما كان العشي أمر النجاشي جعفر بن أبي طالب ومن هناك من المسلمين يحضرون وخطب النجاشي فقال الحمد لله الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار أشهد ألا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وأنه الذي بشر به عيسى بن مريم أما بعد فإن رسول الله كتب إلي أن أزوجه أم حبيبة بنت أبي سفيان فأجبت إلى ما دعا إليه رسول الله وقد أصدقتها أربع مائة دينار ثم سكب الدنانير بين أيدي القوم فتكلم خالد بن سعيد فقال الحمد لله أحمده وأستغفره وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون أما بعد فقد أجبت إلى ما دعا إليه رسول الله وزوجته أم حبيبة بنت أبي سفيان فبارك الله لرسوله ودفع الدنانير إلى خالد بن سعيد فقبضها ثم أرادوا أن يقوموا فقال اجلسوا فإن سنة الأنبياء إذا تزوجوا أن يؤكل طعام على التزوج فدعا بطعام فأكلوا ثم تفرقوا.
وقال ابن حزم: (إن أهل التاريخ أجمعوا على أن أم حبيبة كانت تحت عبيد الله بن جحش وولدت له وهاجر بها وهما مسلمان إلى أرض الحبشة ثم تنصر وثبتت أم حبيبة على دينها)
فرواية الزبير بن بكار هذه وحدها كافية لتثبت ردة عبيدالله بن جحش فبهذا يتبين أن الرواية في ردة عبيدالله بن جحش وتنصره صحيحة وثابتة. وهذه الرواية قد جاءت من عدة طرق وليس فيها التصريح بإسلامة
قال الإمام أبو داوود صاحب السنن: عبيد الله بن جحش تنصر ومات نصرانيا وأوصى إلى النبي صلى الله عليه وسلم بعد ما مات نصرانيا.
قال ابن حزم رحمه الله في (جوامع السير) (ثم تزوج أم حبيبة، واسمها رملة، وقيل هند ، بنت أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس، فيما بعد الحديبية، سيقت إليه من بلاد الحبشة ، وكانت هنالك مهاجرة مسلمة، وكانت قبله تحت عبيد الله بن جحش الأسدي، فارتد إلى النصرانية، ثم مات إلى النار. قيل: إن النجاشي أصدقها أربعمائة دينار ذهباً، وماتت في خلافة أخيها معاوية، سنة أربع وأربعين، فيما قاله أبو حسن الزيادي، وقال أيضاً مثله الواقدي.
ورواه الحاكم في «المستدرك» عن الزهري مرسلاً، وفيه: «ثم افتتن وتنصّر فمات وهو نصراني، وأثبت الله الإسلام لأم حبيبة، وأبت أن تتنصّر
والتسليم لاهل السير والمغازي والعلم بما أوردوه في رواياتهم عن تنصر عبيد الله هو الاسلم علما ان الزهري وعروة قرشيان وهما ادرى الناس باخبار قومهما وهما قد أوردا أن بن جحش تنصر ومات نصرانياً وقصة تنصره أمره وصل إلى العذارى في خدورهن وهذه من المسائل التي اشتهرت واستفاضت عند أهل العلم فتكفي الشهرة عن الإسناد والله أعلم.
اولا وقبل الرد علي هذا الاقتباس لابد من وقفة تقدير واحترام للدكتور عمر علي هذا الحراك واجاباته علي اسئلة قارئ ومتذوق عادي والرواية اخذها الباحثون والمتخصصون ووضعوا حولها الاوراق والبحوث فهذا تواضع من الرجل وحب لاهله ولهذا المنتدي فله كثير الود والتقدير والاحترام
من المعروف ان شخصية المؤلف وان حاول ان يفصلها عن نصه(خصوصا الرواية) الا انها ترمي ظلالا هنا وهناك في حشايا العمل الادبي فمثلا ذهب البعض الي ان (مصطفي سعيد)هو حقبة زمنية من الطيب صالح نفسه او سيرة ذاتية كما ذهب بعضهم الي عكس ذلك تماما
وهناك مدارس نقدية تتبع منهج التحليل النفسي , وما النص الادبي الا عصارة فكر وتجارب ومشاهدة وسماع وعلوم وخبرات واسترجاع ذلك في شكل فني ربما مغايرا للواقع في قالب فني وادبي بديع يستخدم فيها المؤلف كل هذه الذخيرة المعرفية ويبث رسالته عبر نصه
وماعنيته في تلك المداخلة ان المؤلف ربما قصد ان يرمي بقضايا معاصرة داخل النص وعبر (الرواي) وهذا جيد وممتع ومفيد علي ان تكون معالجة ذلك بغير ما ذهب اليه المؤلف وان تكون هناك ادأة اخري تفصل بين الراوي والمؤلف وليس عبر (الراوي) الذي سبق عصر الرواية بالاف السنين واعتقد ان رجل في قامة الدكتور عمر لابد انه قصد الاشارة الي قضايا معاصرة مثل تحاور الاديان وتعايشها وصراع الحضارات مطروق بشكل اساسي وكبير جدا في الرواية وكانها تعايش ما نراه الان من حراك في هذا الجانب وربما يكون هذا الشئ ليس بالجديد ولكنك عندما تقرأ حديث الراوي وهو يصف ويشبه صوت الساحرة او ضحكتها فيما اذكر بانها اشبه بمريض السل فهنا تختلط الاشياء لتدعم ما ذهبت اليه حيث ان مرض السل لم يكن معروفا للراوي (لانه عُرف بعده)لكنه معلوم للمؤلف(لانه عُرف قبله) وفي مثل هذه الاشياء الصغيرة قد تتفلت شخصية الراوي من يد المؤلف
ربما لم لم افلح في توصيل ماعنيته بصورة جيدة والاما الفائدة في سرد هذا التاريخ وهذا الخيال ان لم تبث منه وخلاله رسائل معينة للقارئ وهذا ماعنيته
واخيرا المؤلف ليس مطالب بان يشرح لكل قارئ ولكن حبنا للاخ عمر ولهذا المنتدي ما دعانا للكتابة والتعليق رغم جهلنا بهذا الفن والعلم (النقد) ورغم الذخيرة العلمية والادبية للدكتور عمر وتوخيه الامانة العلمية في الكتابة الا انني كقارئ لاجد حرجا في ان اعلق او ارد علي الرجل بما عرفت وعلمت علي قلته فقد (اخطأ عمر واصابت امرأة)ولعلمي بان الرجل واسع الصدر والافق تجدني هنا فله ولكم جميعا التحية واكرر شكري للدكتور علي هذا الحراك الثقافي واتمني ان يوفقه الله في مؤلفاته القادمة فهو فخر لنا
__________________
هَنِيئاً لنا بعودتكم د/ ود الفحل وهِنيئاً لنا بمَزِيد من الحِراك..
اللُجوء للتأريخ في التألِيف الرِوائي ربما يعكس واقع الغُبن المُعاش في الحِقبة المُعاصِرة(زمن العمل الأدبي المكتُوب) , فهي روايات تَترُك واقعها الزمنِي في عصرها إلى عصر أو عُصُور سابِقة بالاعتِماد على ما تَواتَر عنها من الثَوابِت أو الغُمُوض مما أُختُلِف فيه وحوله ,ولها شَواهِد مُعاصِرة وخير مِثال لها بهذا الصَدد روايات الأديب الذي لم يَنَل حظَّه من الشهرة على كَثرة مُؤلَفاتِه علي أحمد با كُثير وقد كُنت مِن ضمن مَن أَتاحت لهم الفرصة ومن خلال (حِصَّة المكتبة) أيام كان لا يزال للتعليم العالي بعض هَيبَتِه وقوَّتِه قراءة بعض رواياته خاصةً رواية “وا إسلاماه” و رواية “سلامة القِس” بالإضافة لبعض الكُتَّاب الآخَرِين كعبد الحميد جودة السّحار وجرجي زيدان.
وقد أتاحَت لي “ترجمان الملك” التي بعث لي بها أحد الأصدقاء أن استَرجع ما قرأته في السابِق فوجدتني بين باكثير وجرجي زيدان لكن غلَب علي تَرجِيح الكَفة تجاه باكثير فزيدان لم يكُن يَهدف من خلال رواياته التاريخِية لغير السرد التاريخي فقط بخلاف باكثير الأقرب ل/ د ود الفحل و الذي لم نَعدم حين القراءة له ما يريد إيصاله لنا مِن عبر أو ما يريده مِن إثبات وقائع تاريخية تحتمل وجُود ما اختُلِف فيه وحوله حتى فيما ثَبت رجحانه مِن وقائع وأحداث , فكُل ما يتعلَّق بالتاريخ خاصةً في مجال الأدب والرِواية يحتمل الصواب والخطأ بل حتى تاريخ ميلاد الرسُول عليه أفضل الصلاة والسلام لم يعدم وجود خِلافٍ فيه وإن إتفق أهل السير أنه في الثاني عشر من ربيع الأول !
كُتّاب الرِوايات التاريخية لم يجدوا حظَّهم من الشهرة بخلاف غيرهم من الكُتَّاب في السابق لكن هذا الأمـر وارد في عصرنا الحَالي نظراً لاتجاه ذائقة الناس تجاه الأعمال التاريخية و”الفنتازيا” ودوننا رواية ” هاري بوتر” كمِثال .
الحظوة والشهرة التي نالها نجيب محفوظ والذي بدأ روائياً “تاريخياً” قد نستطيع تعليلها بأنّه كان يهتم في سَرده بنمط الشخصية الإنسانية لشُخوصه وأبطاله وبحيادِية تامة علاوةً على ذلك أنّه و في رواياته اللاحِقة “الثلاثِية” ألبس الماضي ثِياب الواقع المُعاصر , ولعل أشهر رواياته التاريخية (إن قارنَّاها بترجمان الملك ) هي عَبث الأقدار والتي جسدت عهد الملك خوفو الأكبر وعهد بناء الهرم الأكبر ابتِداءً مِن نُبوءة “الساحر العجوز” بأنَّه لن يجلس بعده على العرش أحد مِن ذريّته وما شهدته الرواية مِن تداعيات بعدها, ورواية كفاح طيبة إبان هزيمة مصر من الهكسوس وفرار الأُسرة الحاكِمة جنوباً تجاه بلاد “النُوبة” ومن ثَمّ عملهم لمناهضة الاستعمار الهكسوسي والعودة لحكم مصر, ورواية رادوبيس والتي عكست الثورة على الملك اللاهي الظالم مِن قبل أبناء شعبه.
وتلك النَماذج الثلاثة السابِقة لنجيب مَحفُوظ تحتمل إسقاطها على أحداث وظُروف عصره الذي كان يعيش فيه , وهُنا كان تفوُّق محفوظ على باكُثير فهو لم يكُن يهدف مثله فقط إلى إثبات وقائع أو تقرير عِبر ومَواعِظ مُباشِرة .
أمـر أخير فيما يتعلَّق بعبيد الله بن جحش فواقع أنّه لم يتم ذكره ضمن الصَحابة في كُتب السِير مِن قِبل كاتبيها كابن عبد البر وابن الأثير وابن حجر لا ينفي أنّه عاصر الدعوة وآمن وهاجر بدينه “للحَبشة” فراراً من أَذى قُريش وتلك الرِّدة لا تزال هناك بُحوث ونِقاش مُستَفِيض حولها من قبل العلماء وطلبة العلم ونحن لا نملك إلـّا القراءة والمُتابَعة.
هِنيئاً لنا بكم د/ ود الفحل الشاعر والأديب والروائي وبما أَثرتموه مِن نِقاش وحراك كِشأنكم دائماً , فلكم التحايا وصادق الود
لدي اعتقاد جازم بان هذا العمل الرائع والذي يتعرض لحقبة مهمة في التاريخ الاسلامي ولدولة علوة المسيحية وهي حقبة لم تجد حظها من البحث حتي كادت ان تكون منسية واعتقادي ان هذا العمل لو كُتب له ان يتحول الي عمل درامي سوف (يكسر الدنيا) كما يقول اهل السينما والدراما فكل عوامل نجاحه كعمل درامي سينمائي او تلفزيوني متوفرة فيه اذا كُتب له سيناريو جيد ووجد امكانيات الاخراج العالية واعني بذلك ان يكون انتاجه عالمي واعتقد ومن خلال قرأتي لترجمان الملك ان نفس الشئ سوف يتوفر في “أطياف الكون الآخر”رغم عدم صدورها حتي الان الا انك تستطيع من ترجمان الملك ان تحس مقدرة الكاتب علي حشد الدراما والحوار داخل نصه وتسلسل المشاهد بصورة رائعة تجعلك في بعض الاحيان تحس انك امام شاشة سينمائية وفيما اذكر علي سبيل المثال مشهد سيسي ووالدته وصاحب المركب وهم يعبرون للضفة الاخري حتي وصولهم للساحرة وفتياتها ودقة تصوير المؤلف لتلك المشاهد وتسلسله وكذلك المشاهد التي في هذا البوست تؤكد ان المؤلف يمتلك قدرات هائلة للتصوير وكل المشاهد في ترجمان الملك تدل علي ذلك بل انه استطاع ان يقول ما بداخل بعض الشخصيات من غير ان يكتبه فقط من خلال تصويره للشخصية وموضوع روايته القادمة موضوع شيق ومجهول العوالم مما يجعله اكثر اثارة
تجدنا ننتظره علي صبر
أثار انتباهي الخلاف حول (صحابية) عبد الله بن جحش من عدمها .. برغم تشرفه في حقبة ما بصحبة رسول الله الكريم صلوات الله عليه وأفضل التسليم ..
بحثت بواسطة محرك البحث (قووقل) عن أسماء الصحابة رضوان الله عليهم .. وحسب ما أورده لي محرك البحث لم أجد اسم عبد الله بن جحش مضاف الى أسماء الصحابة الكرام .. وكذلك بحثت عن اسم المنافق عبد الله بن سلول أيضاً ولم أجده أيضا !! وهذا يعني أن أي صحابي يرتد أو يُحسب من زمرة المنافقين لا يدخل قائمة الصحابة .. هذا والله أعلم .. وحاولت البعث عن معايير توصيف الصحابة ولم أجد !!
إليكم بعض المواقع التي ورده فيها أسماء الصحابة :
الموسوعة الحرة ويكبيديا :
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%…8%D8%A9#.D8.AA
موقع بحر العرب :
http://vb.we3rb.com/t51361/
وهذه مواقع أخرى وردت فيها قائمة بأسماء الصحابة :
http://www.oboody.com/mychoice/17.htm
http://thanaweabanat.yoo7.com/t168-topic
الشكر اجزله لكم …
ملحوظة: قمت بنسخ هذه التعليقات والنقاش من موقع منتدى العيلفون جنة عدن وكتبت أسماء المشاركين بين يدي كل تعليق فأرجو أن ينتبه الإخوة القراء لهذا كما أرجو ملاحظة أن آخر تعليق هو الذي يظهر أولاً وأن أول تعليق هو في ذيل التعليقات.