السلام عليكم أستاذي د. عمر فضل الله
قرأت الرواية بتمهل وعايشتها وأحببت عمقها وتفاصيلها …. أعجبني أسلوبك الرائع ورصانة اللغة ودقة التصور والتصوير. جزيت خيراً أيها الراوي لموافقتك علي العودة لتروي، وليتنا نستطيع أن ننبش القبور ونجد حضارتنا
عذرا نيلنا العظيم علي طول الإنتظار وصبرك وأملك في أن يستنطقك أحد، وليس من مبالٍ..
نحن كما قال (سيس) بارعون في القضاء علي كل جميل …. تميزنا بالفشل في الحفظ علي قيمنا دعك من حضاراتنا
أين ذهب كل هذا يا (سيس) .. أين العاج والذهب؟ ، أين الأبنوس وريش النعام؟؟؟ وحتي الصمغ أبت الهشاب أن تبكيه بسخاء كما السابق.
لي بعض الوقفات التي كان لها أثر في نفسي أذكر منها:
- عايشت وصف تلك الحقبة من زنجية وإنفعالات وحب وهيبة وحضارة ورقي وقيم ، والذكريات …. جميلة ذكريات (سيس) عن جده (دلمار) ،،، وجميل لقاءه ب (سنجاتا) بعد كل تلك السنوات ،،، فذكرياتنا دائما تجرنا للماضي.
- رائع وصف هيبة (دلمار) عند إستقباله للقافلة العربية بزعامة عثمان بن مظعون ، وفي صياغتك أنه رحب بهم بالعربية ، أحسست أن ماذكر هو عربي فصيح
- عمتمصباحاً . أهلاً ومرحباً بكم، مَنْ القوم ومن أين قدمتم؟
- ونعم القوم ونعمت البلاد ، أنا ” دلمار بن أرياط” ترجمان الملك النجاشي ” أصحمة بن الأبجر” ! نزلتم أهلاً وحللتم سهلاً.
وأن ما ذكر مختلف عن لغة باقي الرواية.
- لفت إنتباهي ما صورته عن حياة (الزبير) في لقائه مع (سيس) وصداقته به، حيث عكس جانب آخر لحياة الصحابة بشكل مختلف عن ما قرأته دوماً عن الصرامة والحزم،، فهم يتسامرون ويمرحون ويلعبون.
- ذكرت بتفصيل وعمق وصف (دلمار) الدولة ل (سيس) وفرض الكنيسة فسادها بإسم الدين والتعيين بالولاء وليس الكفاءة ، هو وصف مشابهه لحال دولتنا اليوم بخلاف خلووها حتي من ملك عادل أو رجل رشيد.
- عصارة خبرة (دلمار) بوصاياه لحفيده هي بمثابة منهج لكل قائد، دبلوماسي ، سياسي وإستراتيجي ( إعمل في صمت – إفتح عينيك جيداً ، إشتر ولا تبع ، إسمع ولا تتكلم ، وضع نفسك مكان عدوك ، أنظر كيف يفكر واستبق الأحداث ).
- وصف مكتب الترجمان يعكس المستوي الإداري الرفيع والسلطة التنفيذية بمعناها العميق لإحتوائه علي :
– الإرشيف
– مفاتيح إقتصاديات الدولة
– المخاطر والمهددات
– إدارة شؤون الأفراد بالقصر
– المخاطبات والمكاتبات الواردة والصادرة
– كتم الأسرار
سلطت الرواية الأضواء بعمق على كيفية نقل المعرفة من جيل لآخر، وضرورة الإهتمام والتفرغ للجيل الجديد وإعداده الإعداد الجيد لحمل الرسالة وأن كل ما تبذره سينمو يوما ويزهر ، كما أني أري ان الجهد المبذول في تربية أبناء الحسب والنسب وتربيتهم وتعليمهم بكفاءة ينتج منهم قادة مؤهلين أكثر من غيرهم للإدارة والقيادة، بخلاف حال قياداتنا اليوم الهشة ومستجدي النعم، ليحكموا بعقلياتهم القاصرة وأهوائهم الشخصية وقصر نظرهم وتفكيرهم ورؤاهم وبعدهم عن القيم والأخلاق وعن الزهد هو ما أضاعنا،، فأصبحنا في زمان يعاب فيه صاحب الأخلاق ونفخر بصاحب المفسدة.
- رغم أن أصحمة هو أمير …. إلا أن وضعية الذل التي عاشها ووصفه لنفسه وهو عبد مباع ، يأكل كما يأكل الكلب، كانت نقطة تحول كبير في حياة الأمير أصحمة لتجسد أصحمة الإنسان العادل الذي لا يظلم أحدا. وهي الجزئية المكمله في إعداد وتنشئة القائد الحقيقي من وجهة نظري.
- الأسلوب رائع وتصويري وعايشت الأحداث كأني جزء منها من لحظات الفرح والحزن، والخوف والترقب .. ومن أمثلة ذلك ترقبي عودة الزبير بالخبر اليقين عندما بدأت الحرب، وعندما لوح بثوبه وصاح بصوت قوي ونقل البشارة، قلت لا شعوريا : الحمد لله.
- الرواية أجابت علي تساؤلات كثيرة، أهمها ما استغربته عن حضارات وقصص الأحباش والنجاشي وإيواء العرب المسلمين ، وأن أثيوبيا لا تزال بلداً مسيحياً ! ! !
- صححت الرواية عدداً من الأحداث التأريخية الكبيرة التي كنت أعلمها بشكل مغاير.
- علمت من الرواية بروعتها أن التاريخ والحضارة العظيمة والملك النجاشي هو إرثنا نحن،،،،، نعم هو نحن وليس سكان أثيوبيا
- من الجيوش القوية ،،،، هؤلاء نحن
- من عادات الزواج والختان والولادة والدخان النسائي ،،،، هؤلاء نحن
- من أجواء الفرح وقرع الطبول والنحاس ،،،، هؤلاء نحن
- من حسن الإستقبال والكرم ،،،، هؤلاء نحن
- من السحر والسحرة ،،،، هؤلاء نحن
- من إنصهار العرب المهاجرين لاحقا مع أهالي علوة ،،،، هؤلاء نحن
- وثقت الرواية العديد من الأحداث المهمة والإرث الحضاري لحضارتنا كشعب
- أحببت الرواية وأنا من من يتعلق ببعض الروايات التي أقرأها عادة وأعاود قراءتها مرات عديدة … ومؤكد أني سأعاود قراءة هذه الرواية لمرات أخري.
- أحببت دلمار وسيسي وتانيشا وأبيلو الغائب ، وحتي سيمونة الساحرة وأسرارها ، وفاق حد الوصف حبي وإعجابي بسليل الملوك ومجسد العدل والهيبة (أصحمة بن الأبجر)
اضف تعليقا