عمر أحمد فضل الله و رواية «نيلو فوبيا»
احتفائية الصحافة بالإصدارات والكتاب
كتب أحمد عوض لجريدة الصحافة
احتفى الاتحاد العام للأدباء والكتاب السودانيين أمانة السرد والنقد وامينها الناقد محمد الجيلاني ودار مدارات لصاحبتها الناشرة الشابة سناء ابو قصيصة ظهر الاربعاء الماضي بصالة المجلس القومي لرعاية الثقافة والفنون بصدور رواية الكاتب الدكتور عمر أحمد فضل الله الصادرة عن دار مدارات وتحدث حول الرواية الناقد الاستاذ عز الدين ميرغني الذي اشار الى انها رواية واقعية تحكي قصة مأساة غرق الباخرة العاشر من رمضان في بحيرة النوبة بشمال السودان وجنوب مصر وعلى متنها 60 طالبة من ثانوية الجريف شرق ومعهن إدارة المدرسة في ثمانينات القرن الماضي. تدور أحداث الرواية في ـ العيلفون ـ تلك القرية التاريخية التي تعتبر أنموذجاً حياً وشاخصاً لأنماط الحياة في القرى السودانية في تلك الفترة، نيلوفوبيا تحكي قصة حياة أحد الشباب والمؤثرات الاجتماعية التي شكلت شخصيته وحادث غرق صديق الطفولة الذي أوجد في نفسه رهاب النيل وظل ملازماً له طوال حياته كما تقدم وصفاً واقعياً لحياة الطفولة في تلك المنطقة وجوانب من الحياة الطلابية والمدرسية والحياة السياسية والتاريخية للمنطقة وتربطها بحاضر وحياة سكانها، كما تضمنت الرواية وصف الرحلة بالقطار من الخرطوم إلى مصر وجوانب الحياة الاجتماعية في منطقة شمال السودان وارتباط تلك القرى والمدن بالسكة الحديد والمسافرين كما وصفت بعض الأماكن التاريخية والأثرية في القاهرة وجنوب مصر ووصفت في مشاهد مروعة حادث غرق الباخرة وما تلاه من أحداث، الرواية مليئة بالجوانب الإنسانية في لغة شاعرة وأحداث متتابعة تشد القاري.
وأشار عز الدين ميرغني الى ان الرواية حوت ملامح السيرة الذاتية يتمثل ذلك في ان الكاتب ذكر اسماء لاماكن واشخاص باسمائهم الحقيقية وأكد انه لابد من التفريق بين التخييل والواقع حتى يتم تجنيس العمل الى رواية او غيرها، إذا كانت الرواية في أحد تعريفاتها هي الفن الذي يُوفق ما بين شغف الإنسان بالحقائق وحنينه الدائم إلى الخيال، فالنص السردي إذاً يقوم على اقتناص الأحداث الواقعية وبلورتها وتحويرها لكينونة لغوية تحيلها من الواقعي إلى الجمالي في إطار بنية سردية محكمة، عادة ما تتضمن النصوص الأدبية هوية كاتبها، لكنها في المقابل لا تملك حداً فاصلاً واضحاً وملموساً بين الواقع والخيال، أو بين الخيال الذي يصير واقعاً، والواقع الذي أمسى أكثر غرابة من الخيال.
اضف تعليقا