في الذكرى (26) لكارثة الباخرة 10 رمضان
01 / 04 / 2010 12:16:00
حوار/ هنادي عبد اللطيف
× نجونا وأبني بأعجوبة ومعجزة من الله
× لحظات تاريخية عشناها ولا تزال في الذاكرة
× ما أنجزته الإنقاذ لن ولم تستطع أي حكومة أن تنجزه
× رئيس الوزراء المصري استقبلنا
إذا كانت تلك السيدة التي من ورائها عرفنا أحداث غرق السفينة تايتنك وألفت لها كتب وأنتج لها أفلام لما تحويه هذه الكارثة من عبر وعظات والتي كانت الوحيدة التي نجت من الموت في تلك الباخرة.. فإن العم خضر طه سهيل هو أحد الناجين من كارثة العبارة المصرية الشهيرة التي غرقت في بداية الثمانينات هو شاهد عيان على تلك الكارثة هو وابنه عوض.. تلك الباخرة التي راح ضحيتها أكثر من ألف شخص حرقاً وغرقاً.. أتينا إليه في منزله بالحاج يوسف لنعيد معه ذكريات قد تكون مؤلمة ومؤثرة ويسرد لنا ما رآه وما عاشه في هذه الحادثة فماذا قال لنا العم خضر طه سهيل:
البطاقة التعريفية؟
أنا خضر طه سهيل من مواليد دنقلا 1935م كنت أعمل بهيئة السكة حديد بوظيفة سائق وأخذت المعاش في العام 1985م ..
× ما الغرض من زيارتك إلى مصر؟
ذهبنا أنا وابني عوض إلى مصر بغرض العلاج فكان مصاباً بكسر في الرجل بسبب حادث حركة.
× هل كانت الزيارة الأولى؟
نعم كانت أول زيارة لي إلى مصر
× كيف كانت رحلة العلاج؟ هل كانت ناجحة؟
بعد مقابلة الاختصاصي قدر لنا إجراء العملية ونسبة لتكلفة العملية العالية لم نستطع أن نحصل على المبلغ فقررنا أن نرجع إلى السودان وكنا آخر الذين حجزوا في الباخرة العاشر من رمضان.
× أنت من القلائل الذين عاشوا تلك الكارثة صف لنا ما حدث؟
تحركت الباخرة من السد العالي حوالي الساعة السابعة مساءً.. في حوالي الساعة العاشرة توقفت الباخرة بجوار جبل أبو سنبل للمبيت ومواصلة الرحلة في الصباح عند الحادية عشرة وأغلب ركاب الباخرة نيام سمعنا صوت أحد البحارة يصيح الباخرة احترقت.
× أين كنت تقيم في الباخرة في أي طابق؟
نسبة لامتلاء الطوابق الأول والثاني لم نجد مكاناً غير الطابق الأرضي مع البحارة وبعض الركاب.
× ماذا كانت تحمل الباخرة؟
كانت تحمل بضائع ومواد بترولية من جاز وسبيرتو وغيرها وكنت قد اشتريت بضاعة بكل ما أملك للتجارة بها في السودان ولكنها كلها احترقت ولم يبق منها شيء.
× هل تذكر من كان في الباخرة؟
كان من ضمن ركاب الباخرة مفتش التعليم في وقتها عمر مصطفى المك الذي أتى إلينا قبل لحظات من احتراق الباخرة وطلب من ابني عوض الصعود إلى الطابق العلوي ولكن شاءت الأقدار أن لا يستطيع الصعود بالسلم نسبة لإصابته ولو كان صعد لما نجا من الحرق أو الغرق.
× أين بدأ الحريق؟
بدأ من الطابق السفلي حيث نقيم وحيث البضائع التي كانت سبباً في الحريق.
× كيف نجوت أنت وأبنك المصاب الذي لا يستطيع الحركة؟
بفضل الله والحمد لله فأغلب الذين نجو يستطيعون العوم إلا أنا وابني المصاب والذي لا يستطيع الحركة إلا بالعصا.. فقمت بكسر الشباك الذي يتجه نحو الجبل وبصعوبة بالغة حملت ابني على ظهري ووصلنا الجبل والظلام وصوت الضباع والثعالب تحيط بنا.
× كيف جاءت النجدة ومن أين ؟
عند وصولنا إلى الجبل دوى صوت انفجار واحتراق الباخرة أضاء كل الجبل ولم يبق منها إلا الحطام فكل من نجا من الموت والحريق والغرق التقينا به في الجبل فالذين نجو من هذه الكارثة حوالي خمسين ناجٍ فجاءت النجدة من بعض الصعايدة فأبلغوا السلطات وفي أقل من ربع ساعة جاء الإنقاذ بسفينة نقلتنا من الجبل إلى مدينة أبو سنبل.
× من كان من المسئولين في استقبالكم؟
كان في استقبالنا رئيس الوزراء المصري وقتها فؤاد محي الدين الذي أتى خصيصاً بطائرة لتفقد الناجين ونقلنا بطائرة حربية خاصة إلى مطار الخرطوم.
× كيف تلقى الأهل خبر نجاتكم؟
كنا نسكن في عطبرة حيث كان عملي بالسكة حديد ولم يكن في وقتها أي وسيلة اتصال بالأهل لإبلاغهم بنجاتنا وعند وصولنا إلى مدينة عطبرة كانت كل المدينة قد خرجت لاستقبالنا بعد أن يئسوا من حياتنا خاصة وأن ابني لا يستطيع الحركة وإن عدد الناجين قليل جداً مقارنة بعدد الركاب الذي يصل إلى أكثر من ألف راكب.
× ما هي المواقف التي لا تزال في ذاكرتك من هذه الحادثة؟
كانت في الباخرة رحلة مدرسية علمية لطالبات مدرسة الجريف شرق الثانوية فما أحزنني أن كل الطالبات حتى معلميهم ماتوا غرقاً وحرقاً..
بعيداً عن الحادثة.. هل سجلت اسمك للمشاركة في الانتخابات؟
والله العظيم يا بنتي أيام التسجيل كنت قد عملت عملية في رجلي ولم استطع أن أشارك في التسجيل وتأثرت جداً حين علمت أني لا يمكنني التصويت.
× لمن كنت ستعطي صوتك عم خضر؟
طبعاً للبشير بدون أي تفكير لأنه الوحيد الذي يستاهل فأنا عاصرت كل الحكومات التي سبقت حكومة الإنقاذ والحق يقال ما فعلته الإنقاذ للشعب السوداني لم ولن تقدمه أي حكومة أخرى.. فما دام لا أستطيع التصويت فأنا أدعو من كل قلبي أن ينصر الله البشير وأن يفوز في الانتخابات القادمة بإذن الله وأتمنى لقاء الرئيس البشير فهذه أمنيتي أرجو نقلها إلى سيادة الرئيس عبر صحيفتكم وجزاكم الله خيراً.
اضف تعليقا