رواية ترجمان الملك لوحة فنية رائعة الجمال
ترجمان الملك رواية رائعة الجمال، عندما تبدأ من القراءة لا تستطيع أن تتوقف الى أن تصل الى نهاية الرواية فهي من النوع الذي يمكن أن يطلق عليه السهل الممتنع فهي رواية سلسة محكمة الحبكه وهي تجمع بين الحقائق التاريخية والخيال في قالب فني متألق يأخذك الى منطقة في أعماق التاريخ القديم الى العام ستمائة الميلادي تتجاوز بك حدود الزمان والمكان لتحكي لنا تاريخ منطقة الحبشة القديمة في وسط القارة القديمة أفريقيا في مملكة علَوًه المسيحية لتحكي لنا تاريخ هذه المنطقة والأحداث العاصفة بين الملك العادل النجاشي وكهنة الكنيسة كما تحكي لنا قصة هجرة المسلمين الأوائل القادمين من مكة والفارين بدينهم من عذاب أهل مكة الذين وقفوا بعنف ضد الدين الجديد الذي أراد أن يخرجهم من الظلمات الى النور ومن الجاهلية الى عدالة السماء تحكي لنا هذه الرواية قصة الهجرة الأولى من عذاب قريش في مكة للاحتماء بمظلة الملك العادل النجاشي في مملكة علوه المسيحية وتحكي لنا في أسلوب جميل سهل قصة إيمانه بالرسالة المحمدية. رسالة الإسلام والتي يشد بها سيدنا عيسى عليه السلام في كتب المسيحية القديمة .. أسمع ماذا كان يقول هذا الملك العادل بعد أن استمع من أحد المهاجرين لجزء من سورة مريم وما هو موقف الرسالة الجديدة رسالة الاسلام من سيدنا عيسى عليه السلام :” أن هذا والذي جاء به النبي عيسى ليخرج من مشكاه واحدة”ثم خاطب قساوسة الكنيسة قائلاً:” يا معشر القسيسين والرهبان هذه حقيقة المسيح لا تريد ولها تنقص والله لا يزيدون على الذي نقول في المسيح ولو كان مثل هذا العود الصغير”.
ترجمان الملك والعلاقات الانسانية:
تتخلل الرواية الكثير من العلاقات الانسانية التي تكشف حياة البشر في تلك الحقبة التاريخية الضارية في أعماق التاريخ بسرد قصصي جذاب أدبي ويحضرني في هذا المقام تعريف الأدب فقد قيل قديماً أن “الأدب هو كل كلام عبرً عن معنى من معاني الحياة وجلها صورة من صورها بأسلوب جميل جذاب “.وهذه الرواية تمتاز بأسلوب أدبي جميل وجذاب ولعل أفضل شيء في دراسة التاريخ ولكي يرسخ التاريخ في الذهن أن يكون دراسته من طريق السرد القصصي الذي يجعلك تتابع الأحداث التاريخية بشغف ولهفة لأنها مربوطة بالحبكة القصصية الروائية السردية الجميلة .
تتعرض الرواية لبعض الممارسات الانسانية السالبة في تلك العصور وتسرد صوراً لممارسات تجارة الرق من خلال مذكرات الملك العادل النجاشي والذي لم ينجو نفسه من هذه الممارسة والذي بيع عبداً فعاد من الأسر ملكاً متوجاً والتحية له فقد وقف ضد هذه الممارسات والغى تجارة الرقيق وحاكم كل الذين كانوا يمارسونها من التجار والوزراء والكبراء في ذلك الزمان.
ترجمان الملك رواية جميلة رائعة تجمع بين الخيال والتاريخ القديم ومعظم الأحداث التاريخية التي تحدثت عنها تعتبر تاريخاً صحيحاً ويمكن أن تعدل ليصبح فيلماً تاريخياً يمكن عن تلك الفترة التاريخية لتلك المنطقة الضارية في جذور التاريخ والتي لا يعلم عنها لا الكبار ولا الصغار فهي بحق تستحق القراءة وهي تماثل رواية دافنشي كود في الطريقة ولو وجدت مخرجاً جيداً لصنع منها فيلماً عظيماً.
وقد تم ترشيح الرواية لجائزة الرواية العربية وأحسب انها سوف تنال هذه الجائزة بإذن الله.التحية للأستاذ عمر فضل الله لهذا العمل الفني الابداعي المتكامل ونرجو منه مواصلة العطاء
ولكم التحية قرائي الاعزاء .
د. عادل عبد العزيز محمد حامد
Skyseven51@yahoo.com
المصدر: صحيفة سودانايل http://www.sudanile.com/index.php?option=com_content&view=article&id=55855:2013-07-05-19-56-28&catid=34:2008-05-19-17-14-27&Itemid=55