ترجمان الملك رواية كتبها عمر أحمد فضل الله ونشرت في حزيران/يونيو عام 2013، عن دار نهضة مصر في القاهرة. وهي رواية تجمع بين الخيال والحقائق التاريخية، حيث يذهب المؤلف إلى مقابر العنج الأقدمين بمنطقة العيلفون جنوب سوبا ليستدعي الشاب “سيسي بن أبيلو” من مرقده ويطلب منه أن يروي قصة حياته التي دارت أيام مملكة علوة منذ العام 600 للميلاد في منطقة الحبشة القديمة بوسط أفريقيا. عاصر “سيسي” الأحداث العاصفة التي شهدتها السنوات الأولى من القرن السابع الميلادي، ووفود العرب القادمين من مكة للاحتماء بالدولة المسيحية والنجاشي. ويروي الشاب عن الصداقة التي نشأت بينه وبين أحد الشباب العرب القادمين من مكة (الزبير). كما يروي حكاية جده (دلمار بن أرياط) الذي كان يعمل ترجماناً للملك النجاشي ويسرد صوراً لممارسات تجارة الرق وبيع العبيد في ذلك الوقت من خلال مذكرات الملك النجاشي الصغير كما يروي عن الصداقة التي كانت بينه وبين الملك.
وتعكس الرواية الصراع الفكري الذي كان يدور في ذلك الوقت بين الكنيسة والقصر من خلال حوارات (دلمار) ترجمان الملك مع الكاهن (أنطونيوس) أسقف الكنيسة في سوبا، والحوارات بين الكاهن أنطونيوس والشاب “سيسي”، وبينه وبين الملك النجاشي. كما تضمنت حوارات الملك مع وفود العرب القادمين من مكة.
تصف الرواية قصر الملك والكنيسة والبيوت والمباني والأسواق في سوبا كما تعكس كثيراً من أنماط الحياة وسبل العيش والتجارة في مجتمع (سوبا)، ومكونات البيت الأفريقي القديم في مملكة علوة وواقع المجتمع المسيحي في سوبا وهيمنة السحرة على بعض جوانب الحياة. كما تصف وجود القبائل المختلفة حول مملكة علوة وأطماع الممالك الأخرى.
تميزت الرواية بأنها تناولت بقعة مجهولة من أفريقيا لم تنل حظها من الاهتمام كما سلطت الأضواء على إحدى الممالك المسيحية الأفريقية القديمة وسبل العيش وأنماط الحياة والشخصية الأفريقية بجاذبيتها وسحرها.