بقيت روح الفتاة هيلين وروح شقيقها هيليوس هائمتين على مدى ثمانية عقود قبل أن تلتقيا بالمؤلف لتقصا عليه حكايتيهما قبل أن ترتاحا في سلام. لقد شهد هذان الشقيقان الفظائع في حواري لندن وذاقا ويلات الفقر والعوز والمسغبة وانجلترا تعيش مجدها إبان العصر الفيكتوري حين كانت بريطانيا من أعظم بلدان الدنيا. لكن الفتاة هيلين ورثت الفقر مع شقيقها فأصبحا لصين يهيمان في شوارع هولبورن ليكسبا قوتهما من تجريد جثث الموتى المنتحرين الذين يلقي بهم التايمز على ضفافه فيجردانهم من الحلي والثياب لبيعها مقابل بضعة بنسات ويقضيان الليل في توابيت الموتى لتقيهما برد الشتاء مقابل أربع بنسات للمبيت ليلة واحدة. وحين توشك هيلين على الانتحار يأساً تلتقي بالضابط مولينو الذي يعدها بحياة مختلفة لو التحقت بالجيش الانجليزي المتوجه لأفريقيا فتستجيب لإغراءاته وتصبح جندية ممرضة يرسلونها مع الجيش المتوجه للسودان لحرب الدراويش انتقاماً من قتلة الجنرال غوردون في الخرطوم.
تحكي الفتاة مغامرتها في أرض غريبة وتصف المعارك الدامية غير المتكافئة وانتصار الجيش البريطاني وهزيمة الدراويش لكن شقيقها يقتل برصاصة طائشة من أحد زملائه حين كان ينظف بندقيته فتتحول مشاعر الفتاة منحازة للدراويش وتتسلل ليلاً لمعالجة جرحاهم في ميدان المعركة لكن الإنجليزيضبطونها فيصادرون حقيبة الاسعافات الأولية التي كانت تستخدمها ويعقدون لها محاكمة عسكرية ويحكمون عليها بالحبس والإعفاء من الخدمة بطريقة غير مشرفة وإعادتها إلى لندن لكنهم يلغون العقوبة حين يعلمون أنها شقيقة هيليوس المقتول خطأ فيطلقون سراحها، وتعود إلى لندن لتجد أن أباها وأمها قد توفيا نتيجة الإهمال وعدم وجود من يرعاهما عند الكبر.
تغوص الرواية في أقصى قاع الأحياء الفقيرة في لندن في ذلك الوقت مثل أحياء هولبورن وتوملين وسبيتالفيلدز وتصف حياة الفقر والتشرد وعصابات الأطفال وطبيعة الحياة ومآسيها كما تقارن بين الحياة في لندن بانجلترا وأم درمان بالسودان حيث تلتقي هيلين بمريم تلك المرأة السودانية لتتعلم منها البساطة والحكمة قبل أن تعود إلى لندن بذكريات تبقى معها مدى الحياة.