(سعد) شاب طموح يساعد والده الذي يعمل ملاحاً في مركب على النيل، لكنه يتخلى عن ذلك ليذهب للدراسة بالأزهر متأثراً بزيارة علماء أزهريين لقريته، ومخالفاً رغبة أبيه الذي يحتاجه عند الكبر. وبعد سنتين من الدراسة في الأزهر يزهد سعد في الإكمال فيتخلف عن حضور دروس العلم ثم يصادق زميله (سراج) غريب الأطوار والطالب في الأزهر الذي يدعوه لمرافقة حملة مطاردة المماليك جنوباً حتى دنقلاً قائداً لأحد المراكب النيلية ليكتشف أن (سراج) يعمل ضمن مخابرات الوالي (محمد علي). ويتورط (سعد) في مصاحبة الحملة التي أطلقها الوالي على بلاده ثم يكتشف أنها جيش كامل لا يهدف لمطاردة المماليك فقط ولا يتوقف عند حدود دنقلا بل يقوم بقتل الأهالي وإحراقهم بالنار وإسقاط الممالك والسلطنات حتى سنار وأعالي النهر ومجاهل أفريقيا.
وفي أثناء سير الحملة يتعرف (سعد) على ضابط المدفعية الأمريكي (جورج) ثم يراه وهو يعتدي على الآثار ومراقد الأقدمين. لكن مجريات الأحداث تأخذ منحى خطراً في حياة (سعد) حين يجد أن الحملة قد أحرقت قريته وقتلت سكانها واختفت الفتاة (سعدية) ابنة القرية التي كان قد أحبها قبل سفره للأزهر ووعدها بالزواج فينضم للمقاومة الوطنية بقيادة (نمر) ملك الجعليين ضد الحملة لكنه في الوقت نفسه يبدأ رحلة البحث عن (سعدية).
وبعد سنوات طويلة من البحث عنها وعن والديه اللذين اختفيا عند دخول جنود الحملة إلى القرية يكتشف أن (سعدية) هي التي أنقذت والديه من الجنود وقامت برعايتهما أثناء غيابه حتى وفاتهما. ثم تلتقي (سعدية) في رحلة البحث عن (سعد) برفاقه من الأزهر الذين يخبرونها أنه عميل خائن لبلده وأنها يجب أن تنساه لكنها تظن أنه أسير لدى الأتراك وليس خائناً فتبدأ بشن الهجمات على معسكرات الحملة لإنقاذه من الأسر بينما يبقى (سعد) وفياً لها ويستمر في البحث عنها. وتحكي الرواية في بعض فصولها قصة المقاومة الوطنية لحملة محمد علي بالإضافة إلى الكثير من المشاهد البطولية في ملحمة إنسانية خالدة.
الرواية أصبحت ملحمة خالدة من ملاحم البطولة يحكيها القصاص في المقاهي وهم في انتظار القطار ولها جانبان جانب يحكيه الشاب سعد في رحلة البحث عن سعدية وجانب آخر تحكيه سعدية في رحلة البحث عن سعد فهل وفق أي منهما في العثور على صاحبه؟