هكذا تدخل الرواية القلب دون ترجمان أو وسيط .. الرواية مموسقة .. تارة اجدني اقرأ ببطء فاعيد المقطع مرارا وتارة أجدني اقفز للسطر الثاني قبل إكمال الأول .. اعتبر أن من معايير نجاح الرواية أن يتحكم فيك نسقها وتقتادك حيث تريد دون أن تملك حتى الخيار أن تتوقف لتعود .. أمتعتنا د. عمر .. كعادتي أمل قراءة التأريخ لكن ليس في هذه المرة .. ليت كل التأريخ يكتب بهذا الأسلوب .. بعض النقاط : 1. الرواية محبوكة لدرجة أنك لا تستطيع الفصل بين الحقيقة والخيال وهو ما أتوق الآن لمعرفته . 2. بعض الكلمات ذكر بأنها من اللغة الحبشية مع تقارب معناها في اللغة العربية مثل كلمة مصحف ومنبر (والمعنى مطابق لما نطلق عليه الآن بنبر ) فهل هذا التداخل يدل على اصول الأحباش ام على انصهار الثقافتين وهل يوجد هذا التداخل كثيرا؟
منقول من منتديات العيلفون جنة عدن
الأخت الفاضلة تماضر. ليت كل القراء مثلك. فأنت قارئة ذواقة، يطربها الإبداع ويأسرها الأدب. وشهادتك هذه وسام يزين صدري وتاج فوق رأسي.
الرواية قصدت أن تجمع بين الحقيقة والخيال لتستفز القاريء للرجوع إلى التاريخ وقراءته حتي يتعرف على معالم تاريخ بلاده ومنطقته. وهي بالفعل تحتوي على كم هائل من الحقائق التاريخية ممزوجة ببعض بهارات ومتبلات الخيال. ولا أستطيع أن أفصل أكثر من هذا.
الرواية أوردت بعض المصطلحات العربية ذات الأصل الحبشي القديم مثل كلمة مصحف. كما أورد الأستاذ مجدي عبد الرازق أستاذ اللغات الشرقية في جامعة القاهرة في ورقة قدمها لمؤتمر التواصل التراثي الذي نظمه مركز المخطوطات في مكتبة الاسكندرية حيث ذكر أن تسمية “المصحف” أتت من اللغة الحبشية، وهي تعني الكتاب. وأشار إلى ما أورده الامام جلال الدين السيوطي (القرن السادس عشر) قائلا ان “العرب عندما قرروا ان يسموا القرآن، قال بعضهم سموه انجيلا فكرهوه، فقال بعضهم سموه سفرا فكرهوه (…) فقال ابن مسعود رأيت بالحبشة كتابا يدعونه المصحف، فسموه به”. ومعلوم أن ابن مسعود كان من أوائل المهاجرين للحبشة. وأضاف “الصحف عند العرب قبل كتابة المصحف لم تكن سوى ما يكتب فيه ويشبه الورق في زمننا الحالي، من اكتاف (العظام العريضة) وعسب (من جريد النخل) وكانت تعني ايضا الرسالة”. كما أوضح ان “الاشتقاق في اللغة الحبشية اكثر وضوحا وبيانا حيث نجده في فعل وفاعل ومفعول به، وهو الاقرب لمفهوم المصحف (…) فيكون اشتقاق اسم القرآن +المصحف+ جاء من الحبشية”.
واشار الباحث الى ان هناك الكثير من المفردات الحبشية دخلت لغة القرآن واشار الى اصولها، الى جانب اجراء مقارنات مع شبيهات لها في العربية وصولا الى البرهنة على ان اصلها يعود الى اللغة الحبشية القديمة.
ومن بين هذه الكلمات “الحواريون” وهم تلامذة السيد المسيح، وهي تأتي هنا بمعنى تبعه، وسار وراءه، والتحق به. واثبت الباحث بعد مقارنات مع مفردات عربية مثل “حور” التي تعني الرجوع ولا تعني التبعية والسير على خلفية، “ان الكلمة أقرب للكلمة الحبشية +حواريون+ بالمعنى المسيحي للكلمة اي اتباع المسيح وتلامذته، وهي هنا بمعنى أتباع ومشاة على نفس الرؤية والمنهج”. وانتبهي إلى أن كلمة (حوار) ما زال أهلنا في السودان يطلقونها على تلاميذ الشيوخ فيقولون (حوار الشيخ) وحيرانه.
وبحسب الباحث فان كلمة “فَطَر” الحبشية التي تشير الى معنى الخلق هي الكلمة التي أخذها القرآن عن الاحباش، وليست كلمة “فطر” العربية التي تعني الشق والانشقاق، مثل فطر الشيء أي شقه، وتفطرت الارض بالنباتات اي انشقت عنها، وهي كلمة لم تعرفها اللهجة القرشية ولم يعرفها (عبد الله) ابن عباس وهو من كبار العارفين باللغة.
واوضح عبد الرازق ان “هناك كلمات وردت في الاحاديث النبوية مأخوذة عن الحبشية مثل الحديث النبوي +ولا تناجشوا ولاتدابروا+. فالتناجش تعني في البيع ان يزيد الرجل في ثمن السلعة وهو لا يريد شراءها ولكن ليسمعه غيره فيزيد على زبائنه”.
ورأى ان “هذه الكلمة تم أخذها عن الحبشية فهي تعني المزايدة على الحكم وان كلمة النجاشي ايضا هي اسم ملك الحبشة”.
وأما الجزء الأخير من كلامك فيكفي أن أحيلك إلى البحث الضافي والمفيد للأستاذ عباس محمد زين والمنشور بموقع الفحل بعنوان :الجذور العربية لحضارة النوبة حتى تعرفي مستوى التمازج الذي تم بين العرب والنوبة منذ قديم الزمان على ضفاف النيل. وتجدينه في هذا الرابط:
http://www.alfahl.net/Default.aspx?t…&ArticleId=478
اذهبي إلى الموقع وانقري على زر “تحميل المرفقات” لتحميل وقراءة الكتاب.